أبو جرة سلطاني اتهم رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني خصومه في الحزب "بالتخطيط لجعل طريقه لزجا ومغلقا" إلى رئاسة الحزب، قائلا إنهم يعملون على "فرض الوصاية والأبوية على مندوبي المؤتمر الرابع وجعل اللعبة مغلقة" قبل موعد 29 أفريل القادم... وبدا أبوجرة في لقائه بالصحافة أمس، بمقر الحزب متأثرا بالقرارات الأخيرة لمجلس الشورى الوطني الخميس الماضي، لدرجة اضطرته للخروج، منفعلا، عن الصمت الذي قال في بداية الندوة الصحفية إنه سيلزمه ويترك المجال للناطق الرسمي، محمد جمعة، للرد عن أجوبة الصحفيين، وقال أبو جرة "يجب إنهاء كل أشكال الأبوية الممارسة ضد المؤتمرين.. يجب فتح اللعبة" وبدا متخوفا من السيناريوهات التي يعدها له خصومه عندما طالبهم بأن يصارعوه "بشفافية ونزاهة"، وقال "إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح"، مستشهدا بما حدث للرئيس العراقي الراحل صدام حسين "لم يكن ضد شنقه، بل ضد نوعية حبل الشنق الذي كان لا يوافق وزنه". وعرفت الندوة حضورا مكثفا لكبار رموز الحزب يتقدمهم من أنصاره عبد الرزاق مقري، في حين انتشر خصومه في زوايا القاعة يتصدرهم أحمد الدان وسماري، في جو شبيه باللحظات التي تسبق بداية مباراة كرة قدم، وحرص مسيرو الندوة أن تكون قصيرة وأسئلة الصحفيين محدودة، وقرأ بعض القياديين الحاضرين في كلام أبوجرة "محاولة يائسة للعب دور الضحية لاستثارة عطف المؤتمرين" ودافع آخرون عنه وقالوا إنه لايزال قادرا على إحداث المفاجأة، ويفضل رمي الكرة إلى القاعدة، مؤكدين "معركة المؤتمر هي أهم وآخر الأوراق الفاصلة، ومن حقه ان يلقي فيها بكل ثقله"، خاصة بعد الانتصار الذي حققه خصومه بقيادة مناصرة في معركة مكتب تسيير المؤتمر، التي اختار مجلس الشورى فيها قائمة منافسي رئيس الحركة ورفض القائمة التي كان أنصار أبو جرة هم السباقون إلى إخراجها في الدورة الأخيرة، وتجنب أبوجرة الإجابة عن سؤال تكرر عليه أكثر من مرة بشأن ما إذا كان سيستقيل من الحكومة ليتمكن من تقديم ترشحه لرئاسة الحزب، وهو ما نص عليه مشروع القانون الأساسي للحزب الذي صادق عليه مجلس الشورى مؤخرا، وبدا الوزير بدون حقيبة ساخطا على ذلك وترك التعليق للناطق الرسمي، وهو أحد أنصاره الشرسين في المكتب الوطني، وانتقد محمد جمعة ضمنيا قرارات مجلس الشورى وقال إنه يحترمها، لكنها "لا تمنعه من التعبير عن رأي الأقلية.. هذه هي الديمقراطية الحقة"، وقال جمعة "كان في تلك القرارات رغبة في الإقصاء". ورغم كل أجواء الاندفاع والانفعال التي سادتها ولازالت، شكلت معركة مؤتمر حمس المتواصلة، في رأي كثير من المتتبعين، حالة استثنائية في التجربة التعددية السياسية بكل ألوانها، أهم ما فيها أن كل الفرقاء ظلوا متمسكين أن تحسم الزوبعة، رغم عنفها داخل المؤسسات.