فتحت تفجيرات مومباي التي وقعت الأسبوع الماضي في الهند وخلفت مئات القتلى والجرحى باب الاحتمالات حول إمكانية نشوب حرب رابعة بين الهند وباكستان، البلدان النوويان الواقعان في جنوب آسيا. وتزداد التوقعات بعدما ارتفعت حدة التوتر السياسي بين الطرفين، تمسكت الهند بموقفها القائل بأن المسلحين الذين نفذوا الهجمات مواطنون باكستانيون جاؤوا من كراتشي عن طريق البحر، كما تطالب رسميا بتسليمها نحو عشرين شخصا تعتقد أنهم ضالعون في التفجيرات، بينهم حافظ سيد زعيم جماعة "عسكر الطيبة" المناهضة للوجود الهندي في كشمير. ومن جانبها ترفض باكستان هذه الاتهامات وتدعو جارتها إلى تقديم أدلة واضحة عن تورط هؤلاء المشتبه بهم على أن تكون محاكمتهم داخل الأراضي الباكستانية ومن طرف القضاء الباكستاني. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة تحاول الولاياتالمتحدة احتواء الوضع بين حليفتيها النوويتين، حيث زارت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أمس الأربعاء نيودلهي، وجاء ذلك في الوقت الذي أكد وزير الدفاع روبرت غيتس أن باكستان لم تسحب قوات من حدودها مع أفغانستان لنشرها على الحدود مع الهند، الأمر الذي أراح واشنطن التي تعول على هذا الوجود العسكري للتصدي لمقاتلي طالبان وقادة القاعدة الذين يفترض وجودهم في هذه المنطقة.