ووري جثمان الفقيد، سعيد ايت مسعودان، أول طيار جزائري والمجاهد والوزير السابق في عهدي الرئيسين الجزائريين، هواري بومدين والشاذلي بن جديد، الجمعة، بمقبرة العالية بالعاصمة، بحضور حشد كبير من المسؤولين والوزراء والإطارات السامية بالدولة. * ودع رفقاء الدرب من جيل الثورة والإطارات الجزائرية التي عملت إلى جانب ايت مسعودان، هذا الأخير المدعو علي مسعود، في جو مهيب ظهيرة الجمعة. وقد عرف ايت مسعودان وسط عامة الجزائريين بالرجل المتواضع، حيث قال من عرفوه ل "الشروق اليومي"، إنه كان يتجول بالشوارع ويبتاع من سوق "ميسوني" بالعاصمة من دون حرس، واعتبره الجزائريون في سنوات تقلده المسؤولية بأنه "مثال المواطنة والمسؤولية في نفس الوقت"، وقالوا بأنه "أنظف وأنزه وزير بداية من تقلده الوزارة في عهد بومدين وغير متعطش للمسؤولية"، حيث شغل وزير الصناعات الخفيفة في عهد بومدين، ووزيرا للبريد والمواصلات في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد. * "علي مسعود" الوطني المجاهد من مواليد، 25 جويلية 1933، بحد الصحاري بالجلفة، كان أول طيار جزائري يقود طائرة حربية، تدرج في مساره الدراسي بداية من المدرسة الابتدائية بحد الصحاري، ثم التكميلي بالبليدة، قبل أن يتفوق عقب مشاركته في مسابقة فتحت له مشوار مواصلة الدراسة بكلية الطيران بفرنسا، بالثانوية التقنية بروسفور ليحصل على شهادة بكالوريا بتقدير "جيد جدا"، ويدخل الكلية العسكرية ضمن ثاني دفعة بمدرسة "دوبروفونس" بمرسيليا سنة 1955، وكان على رأس الناجحين بالدفعة. * اختير ايت مسعودان ضمن قوات الحلف الأطلسي "أوتو" بقاعدة مراكش بالمغرب، لترتب بعدها اتصالات التحاقه بجيش التحرير، عقب لقاء جمعه ببوداود نائب عبد الحفيظ بوصوف، سنة 1957، أفضى الى تجنيده لصالح الثورة الجزائرية، من مكان تواجده بمراكش، واكتشفت السلطات الفرنسية الاستعمارية أمره، بعد تلقيها لمعلومات بشأن علي مسعود، فتم نفيه إلى ثكنة كولومار بفرنسا، وخطط قياديو الثورة لعملية هروبه ليلتحق بالعمل لفائدة الثورة مجددا من ألمانيا، واستقبله أثناءها سفير الحكومة المؤقتة بألمانيا، عبد الحفيظ كيرمان، وهرب باتجاه ايطاليا ودخل بعدها إلى تونس. * أبرز ذكرى لدى مسؤولي الدولة بشأن الراحل، ايت مسعودان، خلال دعوته لتقلد منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني بعد وفاة، الراحل رابح بيطاط، غير أن أيت مسعودان الذي كان يشغل منصب نائب رئيس البرلمان حينها، فضل التنازل عن المنصب وتقديم عبد العزيز بلخادم، الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني.