تعد قرية أمقيدن من أقدم القرى منذ السبعينات، والتي تبعد على مقاطعة تيميمون الإدارية بحوالي 150 كلم شمالا، حيث تدخل في إطار قرى الثورة الزراعية، بالرغم من الموقع الاستراتيجي المتواجدة فيه، والذي يربط أدرار بولايات أخرى مرورا بغرداية ووقوعها بمحاذاة الطريق الوطني رقم51، وما تتميز به المنطقة من أراض فلاحية خصبة، إلا أن الإهمال واللامبالاة التي طال المنطقة جعل منها صورة حية للحرمان، الشيء الذي جعل سكان قرية امقيدن ييأسون من جميع المحاولات والكتابات للمسؤولين المتقاعسين حسبهم على شؤون هذه المنطقة. يعاني سكان أمقيدن من شتى أنواع التهميش والحرمان لأبسط ضروريات العيش الكريم، وجراء كل هذه المشاكل التي يعانون منها منذ أمد بعيد، واختار معظم شباب هذه المنطقة النزوح نحو ولايات أخرى على غرار ورقلة وغرداية بحثا عن فرص شغل تسمح لهم بضمان العيش والحصول على أدنى ضروريات الحياة اليومية، هروبا من الواقع المر المفروض عليهم بذات المنطقة، وقال مواطنون من المنطقة في تصريحات خصوا بها "الشروق" إنهم يحملون المسؤولية على عاتق المنتخبين الذين يغدقونهم بالوعود، التي تبقى من دون تطبيق.
نقص الهياكل وانعدام مرافق الترفيه شباب أمقيدن لا يسمع بتاتا بالمرافق الترفيهية، رغم تواجد مئات الشباب بهذه القرية يحتاجون إلى مثل هاته الهياكل اللائقة بتجهيزاتها، ليتم من خلالها صقل المواهب واكتشافها وإيجاد فضاء واسع داخل نشاطات ترفيهية ورياضة ثقافية، وأعرب معظم هؤلاء الشباب عن استيائهم من تجاهل المسؤولين واللامبالاة، وعدم وجود حل لمعاناتهم هذه، كما تطرقوا أيضا إلى البطالة التي أصبحت هاجسهم الوحيد بعنوان عريض على مدخل القرية امقيدن.
قنوات الصرف الصحي والماء الشروب يعاني مواطنو قرية أمقيدن من مشكل ندرة الماء الصالح للشرب، والذي بات معاناة يومية بالنسبة لهم منذ سنوات عدة، حيث أكدوا أن الشبكات اهترت وتآكل معظمها ولم تجدد لحد الساعة، مما جعل تزويد بيوتهم بالماء مشكل قائم على مدار السنة، تضطر معه العائلات إلى التنقل لمحيطات الاستصلاح الفلاحي المجاورة لجلب الماء من الآبار، فضلا عن مشكل قنوات الصرف الصحي الذي يعد خطرا حقيقيا يتربص بهم، حيث بات يهدد صحة قاطني قرية أمقيدن، جراء غياب صيانة شبكة الصرف وتجديد ما تكسر منها وأتلف، مناشدين في ذلك الجهات المعنية بالولاية بضرورة الإسراع إلى وضع حد لمشاكلهم.
غياب التهيئة ونقص غاز البوتان رغم أن أدرار منطقة غازية بامتياز إلا أن معاناة بعض القرى والقصور بها دائمة على مدار الساعة، منها قرية أمقيدن التي لم تحظ ببرمجة مشروع غاز المدينة كعديد مناطق الولاية، ليبقى بذلك البحث دائما عن قارورة غاز البوتان التي يصل سعرها 400 دينار جزائري خاصة في فصل الشتاء. أما بالنسبة للتهيئة العمرانية والطرقات فهو المطلب الأساسي لسكان أمقيدن يناشدون فيه الجهات المعنية بإعادة الاعتبار إلى هذه القرية المحرومة والمنسية من على وجه الأرض، وتوفير الكهرباء والمسالك الزراعية في نقطة، مشيرين فيها إلى ضرورة التوصل إلى حل استعجالي لتوفير مياه السقي وربط بساتينهم ومحيطاتهم الفلاحية بالطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى فتح مسالك زراعية تساعد على مرور المركبات وسهولة التنقل لجلب حاجيات لأراضيهم من وسائل ومواد، كما أشاروا أيضا إلى تسوية ملفاتهم الفلاحية ومناشدة الجهات المعنية بتخصيصهم برنامج خاص لهم، إضافة إلى منحهم حصة من السكنات الريفية، كل الوعود الكاذبة وطول الانتظار على مدار كل السنوات التي خلت وما عاشه سكان أمقيدن إلا أنهم يتفاءلون خيرا في والي المقاطعة، عله يلتفت إليهم ويتكفل بجميع انشغالاتهم.