مسيرة سكان بوغني أمهل سكان بوغني الإرهابيين الذين اختطفوا الشيخ 24 ساعة أخرى للاستجابة إلى مطلبهم بإطلاق سراح الرهينة دون قيد أو شرط، وإلا اتخذوا خطوات أخرى ستكون غير سلمية، من خلال فتح باب التطوع ومطاردة الإرهابيين في الجبال لتحرير الشيخ. شلت الحركة وتوارت مظاهر الحياة طيلة نهار أمس بمدينة بوغني التي شهدت إضرابا شاملا طال جميع المرافق والهيئات والمصالح العمومية وكذا المحلات التجارية، وشهدت المدينة مسيرة ضخمة سار فيها الآلاف من سكان البلديات الأربع التابعة لدائرة بوغني على غرار كل من (بونوح، بوغني، آسي يوسف، مشطراس)، واختتمت باعتصام وتجمع شعبي على مستوى مقر الدائرة، حيث تم استقبال وفد من المحتجين من طرف رئيس الدائرة، والذي بدوره عقد اجتماعا طارئا مع كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي لبوغني ومسؤولي الأمن بالمنطقة. وحسب أحد أعضاء لجنة قرية "بني كوفي" التي ينحدر منها الضحية المختطف "حساني علي"، فقد شارك الآلاف من المواطنين الذين قدموا من مختلف قرى البلديات الأربع التي تحويها دائرة بوغني، في رسالة واضحة للإرهابيين الذين نفذوا عملية الاختطاف، هذه الحركة الاحتجاجية أتت على خلفية القرار المتخذ في الاجتماع المنعقد أمسية أول أمس على مستوى قرية الضحية والذي شارك فيه ممثلون من عدة قرى تابعة للبلدية، وكذا عقب انتهاء مهلة ال 24 ساعة للخاطفين لإطلاق سراح الضحية. وقد اكتظت شوارع المدينة بالمتوافدين من مختلف قرى الدائرة قاطبة، وشرع المواطنون في جو تنظيمي محكم في مسيرة شعبية حاشدة عبر مختلف شوارع وأركان المدينة، مسيرة رفعت فيها العديد من الشعارات المناهضة بموجة العنف التي تستهدف سكان المنطقة، حيث تعالت أصوات وهتافات تطالب حينا من المختطفين بإطلاق سراح الرهينة، وأحيانا أخرى برد قوي وعنيف في حال عدم الاستجابة لمطلبهم، كما تخللت المسيرة أيضا هتافات غاضبة تطالب من المصالح والهيئات الرسمية المسؤولة في الدائرة، ولمختلف المصالح والأسلاك الأمنية بالمنطقة بتوفير الحماية والأمن للمواطنين من مثل هذه الاعتداءات. وحسب ما تسرب لنا من داخل مكتب رئيس الدائرة لدى اسقباله لوفد من المحتجين، فقد توصلت الأطراف إلى اتفاق مبدئي بإنشاء لجنة خاصة تضم جميع الأطراف، من أجل التكفل بمتابعة جميع أطوار القضية التي تحولت في ظرف أقل من 10 أيام، من قضية عائلية إلى قضية أزيد من 32 ألف نسمة يقطنون في بلديات دائرة بوغني، كما علمنا أيضا أنه تم خلال نفس الاجتماع تدارس جميع السبل التي من شأنها أن تمكن المواطنين من استرجاع الضحية في أقرب الآجال. وقد أجمعت أغلب المقترحات على ضرورة تضافر الجهود بين جميع المصالح المعنية والمواطنين، والسعي عبر جميع الطرق السلمية المتوفرة لضمان سلامة وأمن حياة الرهينة المحتجز منذ 10 أيام، هذا وقد أكدت مصادرنا أن العملية الجبانة التي استهدفت شيخا في الثمانينيات من العمر، وكذا الابتزاز الذي قام به المختطفون لعائلته وباقي سكان القرية، زاد من شحن همم ونفوس المواطنين الذين شاركوا في مسيرة صباح أمس، حيث أعرب العديد منهم خلال المسيرة عن رغبتهم في التطوع والصعود إلى الجبال للبحث عن الضحية واسترجاعه بالقوة إن لزم الأمر، لكن سرعان ما تدخل ممثلو لجنة القرية وممثلون عن باقي القرى الأخرى لتهدئة النفوس في ختام المسيرة، بدعوة جميع المواطنين إلى البقاء رهن إشارة اللجنة التي تم تنصيبها بالبلدية، وكذا بالتزام الهدوء والتريث في المعاملة مع هذه القضية الحساسة.