كشف مدير مجموعة "أس أم الدولية" بالمغرب العربي حبيب مرابط عن تقنية حديثة لمعالجة المياه المستعملة من طرف الأسر تصلح في المناطق الريفية غير المجهزة بشبكات صرف المياه، فسكان هذه المناطق يمكنهم عبر هذه التقنية إعادة استغلال المياه المستعملة في السقي الفلاحي وحتى شربها في حال عرضها على أشعة الشمس. وقد شد عرض حبيب مرابط لتفاصيل التقنية الحديثة المسماة "أونفيرو- سبتيك" اهتمام المختصين من وزارة الموارد المائية والبيئة والديوان الوطني للتطهير خلال ملتقى نظم يوم الخميس بالتعاضدية العامة لمواد البناء بزرالدة في العاصمة. فخلافا لباقي التقنيات لمعالجة المياه المستعملة من طرف الأسر، فإن التقنية الجديدة التي ابتكرها خبيران من كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية تساهم في توفير ظروف طبيعية للمعالجة، وهذا بالاعتماد على بكتيريا تستهلك النفايات والأوساخ المطروحة عبر المياه المستعملة. فكل ما يتم استخدامه يقتصر على تجهيزات بلاستيكية تتمثل في قنوات توضع بشكل يوفر البيئة الملائمة للبكتيريا لاستهلاك النفايات التي تنقلها المياه المستعملة المتدفقة من خزّان الصرف الصحي وهي تجهيزات تردم تحت الأرض. هذا النظام الذي تمتلك براءة اختراعه مجموعة "أس أم الدولية" بالشراكة مع "دي بي أو إكسبر" يمكنه أن يعيد طرح مياه شبه صافية حسب تحاليل أجراها خبراء الديوان الوطني للتطهير. فما يتبقى من النفايات في هذه المياه يتراوح ما بين 5 مليغرامات إلى 10 مليغرامات كأقصى تقدير في اللتر الواحد. وهذه الكمية الضئيلة من النفايات المتبقية يمكن القضاء عليها إذا تعرضت للأشعة فوق البنفسجية الصادرة إما من أشعة الشمس أو الأشعة المصطنعة، وفي هذه الحال فإن هذه المياه تصبح صالحة للشرب حسب ما أكده مدير مجموعة أس أم الدولية. و أضاف منشط الندوة أن المعايير الأوربية تلزم ألا تتجاوز البقايا في المياه المستعملة المعالجة 35 مليغرام في اللتر الواحد في حين أن معايير الولاياتالمتحدة محددة بأقل من 25 مليغرام أما المعايير الكندية فهي 15 مليغرام. وبالتالي فإن التقنية الجديدة ستكون ذات تنافسية كبيرة في السوق خصوصا في المناطق غير المجهزة بشبكات الصرف الصحي في الجزائر وكذا في دول إفريقيا والشرق الأوسط. وما يزيد من تنافسية هذه التقنية عدم اعتمادها على الطاقة والمواد الكميائية وعدم حاجة أصحابها إلى الصيانة كون تجهيزاتها بلاستيكية فقط، ما يعني أن مردوديتها مقبولة وستفتح الباب لفك العزلة عن المناطق النائية عبر استثمارات المرقين العقاريين فيها، ناهيك عن أمكانية أن تكون حلا لأزمة صعود المياه القدرة إلى السطح في المناطق الجنوبية كورقلة ووادي سوف.