تلقت 9 منظمات أرباب عمل وباترونا، الموقعة على العقد الاجتماعي والاقتصادي، صبيحة الخميس، دعوة رسمية من الوزير الأول عبد المجيد تبون، لحضور اجتماع تحضيري للقاء الثلاثية، بقصر الشعب يوم الأحد في الساعة العاشرة صباحا، وتسلم الاتحاد العام للعمال الجزائريين ممثلا في أمينه العام عبد المجيد سيدي السعيد دعوة مماثلة. وتمت برمجة أجندة لقاءات جديدة بين الحكومة و"الباترونا" في وقت تثير علاقتهما الكثير من الجدل والتساؤلات، في ظل الأزمة التي يعيشها رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، والقائد لأكبر تجمع لرجال الأعمال في الجزائر، نتيجة الإعذارات التي تلقاها في 29 مشروعا، باسم مجمع حداد الذي يسيّره، ومهلة 60 يوما الممنوحة له لتسوية التزاماته أمام السلطات وفق ما ينص عليه القانون. ويرتقب أن يناقش اللقاء موعد ومكان عقد الثلاثية المقبلة وبرنامج عملها، ويأتي ذلك بعد قرابة 5 أشهر من عقد لقاء الثلاثية الأخير بولاية عنابة في الخامس مارس المنصرم، وهو ما جعل البعض يعلّق بأن دعوة الحكومة للشركاء الاجتماعيين في هذا التوقيت بالذات، جاءت بطريقة مدروسة، للرد على من يشكك في مرونة العلاقة مع منظمات "الباترونا" ورجال الأعمال والنقابات العمالية، ولإثبات أنها على أحسن ما يرام، وأن مشكلة الحكومة اليوم مع مجمع "حداد"، وليست مع شخص هذا الأخير، مثلما يحاول البعض الترويج له، أي إنها مشكلة قانونية أساسها عدم التزام مجمع حداد بدفتر شروط المشاريع الممنوحة له، وضرورة أن يخضع هذا الأخير للقانون. وتحصلت "الشروق" على نسخة من الدعوة المسلمة لرئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد أمس وباسمه شخصيا، موقعة من طرف مدير ديوان الوزير الأول محمد الأمين مسايد، لحضور اللقاء التحضيري الذي سيجمع موقعي العقد الاقتصادي الاجتماعي للنمو، ممثلين في الحكومة وممثلي الاتحاد العام للعمال الجزائريين وأرباب العمل، وتتمثل الجمعيات المدعوة في كل من "سي أن بي أ"، "سي بي أ"، "كاب"، "إيني"، "سي جي بي" للأشغال العمومية والبناء، "أ جي أو أ"، "سي جي أو أ"، إضافة إلى "أفسيو". وفي السياق، أكدت رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية سعيدة نغزة في تصريح ل"الشروق"، أنها تلقت رسميا أمس دعوة حضور اللقاء التحضيري للثلاثية، نافية أن تكون على علم بتفاصيل فحوى اللقاء، إلا أنها بالمقابل شددت على أن الكونفدرالية ستطلب في الاجتماع إيلاء أهمية واعتبار أكبر خلال المرحلة المقبلة للمؤسسات الصغيرة والمتوسط، فهي ستكون حسبها قاطرة الخروج من الضائقة النفطية وليس كبار المؤسسات ورجال الأعمال، على حدّ تعبيرها.