ما لم يكن في الحسبان وقع منتصف ليلة أول أمس، بعنابة في شبه زلزال هز مقر محافظة الحزب العتيد.. إذ قام الأمين العام لمحافظة حزب جبهة التحرير الوطني بعنابة السيناتور محمد الصالح زيتوني بمحاولة اقتحام مقر المحافظة المحتل من طرف ما يسمى بأعضاء حركة التغيير التي يقودها رئيس بلدية الحجار المدعو محمد الشريف بن جديد.. * * وفي متابعة ميدانية للشروق اليومي التي تنقلت ليلا إلى عين المكان لاحظنا تواجد حوالي سبعين شخصا ممن رافقوا أمين المحافظة وكانوا مدججين بالأسلحة البيضاء والهراوات ومصممين على تحرير مقر المحافظة من الذين احتلوه منذ أيام .. وكانت المفاجأة إلقاءهم لقارورات الغاز المسيل للدموع داخل مقر المحافظة، وهو ما أفرز شبه استسلام لأعضاء حركة التغيير الذين فروا بسبب الاختناق إلى خارج المقر، فوقعت مناوشات عنيفة أصيب خلالها خمسة أشخاص من الطرفين بإصابات نقلتهم جميعا إلى المستشفى، بينما كانت إصابة اثنين منهم في منتهى الخطورة، وهما حاليا تحت الرعاية الصحية المركزة.. ولولا التدخل السريع لمصالح الأمن التي طوقت المكان بسرعة وبكثافة عددية أيضا لتفادي كارثة حقيقية لسقط ضحايا في واحدة من أعنف المشادات الحزبية التي بدأت بالبيانات والبيانات المضادة، ووصلت الآن إلى المشادات العنيفة، إلى درجة أن أمين المحافظة أشهر سلاحه في وجه المعارضة وهددهم بما لا تحمد عقباه إن تمسكوا باحتلالهم لمقر المحافظة .. * مصالح الأمن التي أجبرت الجميع على إخلاء مقر المحافظة فتحت تحقيقا مع المشاركين في هذه المواجهات، في الوقت الذي طالب أفلانيون بالتدخل العاجل لرؤوس الحزب العتيد قبل أن تتحول فتنة الأفلان الحالية إلى كارثة كما قالوا. *