مصادر عربية: مرشحا مصر مصطفى الفقي، وقطر، عبد الرحمن العطية، لم يحصلا على أغلبية الأصوات يعقد مجلس الجامعة العربية، الأحد، في حدود الخامسة مساء، اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية في القاهرة لبحث اختيار أمين عام جديد خلفا للمصري، عمرو موسى، الذي تنقضي ولايته اليوم، إلى جانب قضايا أخرى، وفي حالة الفشل في اختيار أمين عام جديد، من بين أحد المتنافسين، الفقي مرشح مصر، والعطية المرشح القطري، فسيؤجل البت في الأمر إلى سبتمبر القادم، وهو التوجه السائد في كواليس الجامعة، ما يسمح للجزائري، أحمد بن حلي، باعتباره أقدم مساعد للأمين العام بتولي تسيير الأعمال خلال المرحلة الانتقالية. * ووسط استمرار التكهنات والخيارات المفتوحة، وفق السناريوهات الثلاثة التي تحدث عنها نائب الأمين العام، أحمد بن حلي، أمس السبت، فان كواليس الجامعة العربية تتحدث عن توجه داخلي لتكريس الخيار الثالث، وهو تأجيل العملية، إلى غاية انعقاد القمة العربية ببغداد في سبتمبر القادم، وهو ما يعني تلقائيا إشراف بن حلي على شؤون المنظمة العربية مؤقتا. * ووفق ما ذهب إليه رئيس إدارة مجلس الجامعة، السفير محمد الزايدي، في تصريحات إعلامية نقلتها "الأهرام"، فإن الاتجاه العام سيكون للتأجيل، ورجح أن يشهد الاجتماع مشاورات اللحظات الأخيرة، خاصة بين مصر وقطر بشأن هذا الأمر، للاتفاق علي صيغة يخرج بها الاجتماع لكون الدولتين وحدهما تتنافسان بمرشحيهما لشغل هذا المنصب. * وقالت صحيفة "الأخبار" أن معظم الأجواء التي ستدور في اجتماع اليوم تؤكد أنه سيتم تأجيل التصويت، وفي هذه الحالة سيتولى نائب الأمين العام السفير، أحمد بن حلي، مسئولية منصب الأمين العام للجامعة العربية كفترة انتقالية، إلى أن يتم الاختيار بين المرشحين المصري والقطري، إما في الاجتماع العادي لوزراء الخارجية في سبتمبر أو في القمة التي تم تأجيلها لمارس من العام القادم. * ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصدر عربي مسئول قوله "إن كلا من المرشحين لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، المصري الدكتور مصطفي الفقي، والقطري عبد الرحمن العطية، لم يحصل على أغلبية الأصوات، حيث جمع الفقي حتى الآن تأييد 13 دولة، هي فلسطين، السعودية، اليمن، لبنان، الأردن، جزر القمر، الصومال، تونس، المغرب، العراق، موريتانيا، سوريا، بالإضافة إلي مصر" . * بينما حصل العطية علي تأييد الكويت، الإمارات، البحرين، سلطنة، عمان، إلى جانب قطر، ولم يتضح بعد موقف الجزائر، جيبوتي والسودان، الذي أعلن تحفظه على الفقي، إلى جانب تجميد عضوية ليبيا. * ومن جهة أخرى، قالت مصادر عربية في القاهرة إن حرص قطر على إيفاد رئيس الوزراء ووزير خارجيتها، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، يجعل كل الاحتمالات قائمة والخيارات مفتوحة، لكنها رجحت أن يلقي حمد بمفاجأة من العيار الثقيل بالإعلان عن تنازل بلاده لصالح مصر، واستندت في ذلك إلى تصريحات صدرت عن الشيخ حمد خلال لقائه رئيس الوزراء المصري، عصام شرف، بالدوحة، وتأكيده أن هذا الموضوع لن يكون مثار خلاف بين البلدين، في حين شهدت زيارة شرف للدوحة اتفاقًا على تطوير العلاقات في مختلف المجالات. * وفي سياق مخالف لهذا الطرح، وفي اتجاه داعم للمرشح القطري، استبعد نائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، الدكتور محمد الزيات، حدوث التأجيل، وقال إن موقف دول مجلس التعاون الخليجي سيحدد كيفية اختيار الأمين العام الجديد، والذي من المرجح أن يتم عن طريق نظام الاقتراع بين الدول الأعضاء، مما يرجح إعادة الاقتراع للاختيار النهائي. * وأوضح الزيات، في حديث لبرنامج "صباح الخير يا مصر"، الأحد، أنه من المرجح أن يتخذ المجلس موقفا موحدا من اختيار الأمين العام للجامعة العربية، بالرغم من بعض الخلافات بين عدد من أعضائه، وأشار إلى طرح قطر لمرشح على المنصب يأتي لرغبتها كقوة اقتصادية عربية في أن يكون لها دور سياسي في المنطق، وخاصة في ظل تراجع الدور المصري العربي والاقليمى خلال السنوات الماضية. * وأكد أن دور جامعة الدول العربية يعانى من التراجع، مع عدم رغبة الدول الأعضاء في العمل الجماعي المنظم، وصعود أدوار بعض المنظمات الإقليمية، ومنها منظمة دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الافريقى في حل النزاعات الإقليمية والداخلية لبعض الدول العربي، وعلى سبيل المثال أشار إلى أن موقف الاتحاد الافريقى في الأزمة الليبية كان أفضل من الجامعة العربية، التي اكتفت بتوفير غطاء عربي للتدخل الدولي لحماية المدنيين. * وأوضح أن المرشح المصرى، الدكتور مصطفى الفقى، لم يتلق مساندة رسمية مصرية لأول مرة في تاريخ ترشيح الأمين العام للجامعة، كما لاقى هجوما داخليا من كثير من الصحف والاتجاهات السياسية، بالرغم من أنه معروف بانتماءاته القومية المؤيدة للتعاون العربي والرؤية العربية المشتركة. * وتشير مصادر من الجامعة العربية إلى أن أغلبية الوزراء سيشاركون في الاجتماع فيما عدا السوري، وليد المعلم، نظرا للظروف التي تعيشها سوريا، حيث تمثل سوريا بمندوبها الدائم في الجامعة، كما سيتغيب الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، وسيرأس وفد المملكة وزير الدولة للشؤون الخارجية، نزار مدني، مع تأكيد إمكانية وصول الأمير سعود الفيصل في اللحظات الأخيرة.