لخضر بلومي أيام زمان أسرّت مصادر مقربة من ملفّ اللاعب الجزائري السابق لخضر بلومي للشروق أون لاين، الأحد، أنه تمّ التوصّل إلى إقناع الطبيب المصري الذي رفع دعوى ضد بلومي يتهمه فيه بالاعتداء عليه مما تسبب له في عمى في إحدى عينيه، وهو ما يعني أن القضية تتّجه إلى الانفراج وإبطال مُذكّرة التوقيف التي أصدرتها الشرطة الدولية "الإنتربول" ضد بلومي بعد طلب تقدمت به السلطات المصرية. بلومي وضع ملفا "ثقيلا" على طاولة بوتفليقة قبل ثلاثة أشهر وزيرا الخارجية الجزائري والمصري تدارسا الموضوع خلال محادثاتهما بلومي هنأ المنتخب المصري بالفوز بكأس إفريقيا والصحافة المصرية أشادت بذلك وأفاد مصدرنا بأن السلطات الرياضية المصرية ممثلة في الاتحاد المصري لكرة القدم بالإضافة إلى الصحافة المصرية قد أشادا برسائل التهنئة التي بعث بها بلومي إلى المصريين مُهنّئا بفوز الفريق المصري بكأس إفريقيا لهذه السنة، وقال مصدرنا "لقد كان بلومي أول الرياضيين العرب الذين هنأوا الفريق المصري بإنجازه، كما أن هذا السلوك أثلج صدر كل من السيد مجدي عبد الغني وأحمد شبير عضوا الاتحادية المصرية لكرة القدم"، غير أن بلومي رفض التعليق عن ما يجري الآن بشأن قضيته، قائلا ل"الشروق أون لاين" بأنه ينتظر ما ستُبلغه به السلطات الرسمية الجزائرية التي تتكفل بقيته بصفة مباشرة.من جهة أخرى وفي اتصال ب"الشروق أون لاين"، أوضح مصدرنا أن رسائل بلومي انعكست على زيارة الوفد المصري الذي حل بالجزائر خلال هذا الأسبوع برئاسة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وانعقاد اللجنة العليا الجزائرية المصرية، حيث تناول أبول الغيط موضوع بلومي مع وزير الخارجية مراد مدلسي كما تناول هذا الأخير الموضوع نفسه مع المصريين في زيارته الأخيرة إلى مصر، مؤكّدا أن الأمور تسير باتجاه الطي النهائي للموضوع. وفي سياق حلحلت القضية، قال مصدرنا بأن السلطات المصرية أرسلت "إشارات إيجابية" للجزائر خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تناولت الصحافة الرياضية المصرية رسائل التهنئة التي أرسلها بلومي إلى الاتحاد المصري لكرة القدم بشيء من الإعجاب والتنويه والإشادة،وهو ما لم يحصل من قبل. رسالة بلومي إلى بوتفليقة وكشف مصدرنا بأن بلومي كان راسل الرئيس بوتفليقة قبل ثلاثة أشهر بشأن قضيته مع القضاء المصري، عارضا أمامه كل مراحل قضيته في ملفّ "ثقيل"، وهو الأمر الذي يفسّر التناول المشترك من وزيري خارجية الجزائر ومصر للقضية خلال تبادلهما الزيارات الرسمية في كل من الجزائر ومصر، حيث يكون بوتفليقة قد دفع بالقضية قُدما إلى الأمام لحلّها بصفة نهائية بعد أكثر من 17 عاما من ظهورها.من ناحية أخرى، قال مصدرنا بأن كلاّ من، شريف الوزاني ومغارية وعمار شمعة وبن عبو، وهم لاعبون سابقون في المنتخب الوطني، قد تقدّموا إلى العدالة في ولاية معسكر وأدلوا بشهادتهم لصالح بلّومي مؤكّدين براءته من التهمة التي وجّهها له الطبيب المصري أحمد عبد المنعم، ويُذكر أن هؤلاء اللاعبين كانوا ضمن الفريق الوطني الذي كان في مصر يوم 17 نوفمبر 1989 خلال المقابلة التي جمعت الفريقين الجزائري والمصري في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم في إيطاليا لسنة 1990، وهي المقابلة التي تلتها حادثة الاعتداء على الطبيب أحمد عبد المنعم والتي اتّهم بلومي بارتكابها. شهادة كرمالي..إشادة شحاتة..وتساؤلات بلاتير المدرب الجزائري السابق عبد الحميد كرمالي والذي كان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني سنة 1989، أدلى هو الآخر بشهادته وصرحّ أن بلومي لم يقم بأي فعل من هذا القبيل وأكد على نبل أخلاقه،وهي شهادة أخرى في ميزان براءة بلومي، ورغم كل ذلك إلا أن أحدا لم يُصدّق كل تلك الشهادات وأصرّ المصريون على اتهاماتهم، فيما بقي بلومي حبيس الجزائر لا يستطيع مغادرتها لأية جهة في العالم رغم الدعوات التي كانت تأتيه من كل جهة،وقد أحجم بلومي عن تلبية تلك الدعوات خوفا من أن يتعرض للاعتقال من طرف الشرطة الدولية.أما الأمر الذي جدّ في مِحنة بلومي، فهو تساؤل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "سيب بلاتير" خلال افتتاحه دورة كأس إفريقيا للأمم في مصر قبل شهر عن غياب بلومي حيث خصّه الاتحاد الإفريقي بجائزة الدرع الإفريقي، وقد لفت غياب بلومي بلاتير مما جعله يتحدّث إلى رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حول القضية، وتسلم الجائزة عن بلومي رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد حميد حداج، ومن المرتقب أن يتسلم بلومي جائزته هنا في الجزائر في ال22 مارس الجاري عقب انعقاد الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم.وفي حديث لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس الأحد، أشاد المجرب المصري أحمد شحاته بالفريق الوطني الجزائري لفترت التسعينات وذكر مهارات ماجر وعصاد وأشاد ببلومي، قائلا بان الجزائر كانت تمتلك فريقا قويا داعيا الجزائريين إلى التركيز على المهارات المحلية وتنميتها.وقد أشارت مصادرنا إلى أن كل المعطيات تؤشّر إلى أن قضية بلومي باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من الحل، وأنها في طريقها إلى أن تعرف نهاية سعيدة.
