دخل الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي على الخط مع وزير الدولة ورئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني حول ملف الفساد، لكن في اتجاه معاكس، حيث قال شرفي في تصريح لقناة الجزيرة ليلة الاثنين، إلى الثلاثاء، إن "ما قاله أبوجرة من أنه يملك معلومات مهمة عن المفسدين هي تصريحات شعبوية الغرض منها استباق المواعيد الانتخابية المقبلة". منبها إياه بأن "القانون الجزائري يعتبر من يتحدث عن الفساد والاختلاسات ولا يبلغ عنها بشكل رسمي ومفصل، يعتبرهم متورطين بشكل أو بآخر في الفساد". وتأتي هذه التطورات، عشية توجيه المحكمة العليا استدعاءات لعشرة وزراء منهم أبوجرة سلطاني، و50 مديرا لمؤسسات عمومية في إطار استكمال التحقيق حول ما يعرف بفضيحة بنك الخليفة. ويبدو مهما الآن لو يقدم أبوجرة على كسر "الجرة" ويخرج عن تحفظه الذي أبداه في الندوة الصحفية التي عقدها السبت الماضي، حول ما يعرفه من "معلومات مروعة" عن هويات المفسدين، لأن التحجج بواجب التحفظ في مثل هذه الظروف يضر وزير الدولة أكثر مما ينفعه، حتى وإن كان قد أجاب صحفيا سأله عما ينتظره في الإبلاغ عن المتورطين في عالم الفساد بقوله "ومن قال لك بأنني لم أفعل"، وكان يكفي أبوجرة مثلا أن يقول بصريح العبارة "لقد أخطرت السلطات بقائمة المفسدين". وعلى المستوى العملي، لم يطلع الرأي العام بعد على نتائج عمل اللجنة التي شكلتها حمس تفاعلا مع مبادرتها التي أسمتها "الفساد قف"، وكانت الندوة الصحفية التي عقدها رئيس الحركة مناسبة جيدة لتقديم معلومات بهذا الشأن، لكن أبوجرة اكتفى بذكر عموميات لم تخرج عن تأكيد شيء واحد وهو "أن حركة مجتمع السلم التي شاركت بالأمس في مكافحة الإرهاب ثم في دعم المصالحة الوطنية ها هي اليوم تنخرط في محاربة الفساد"، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن خلفية "خرجته" هذه وعما إذا كان الناطق باسم الأرندي ميلود شرفي مصيبا عندما أشار في تدخله عبر الجزيرة إلى أن رئيس حمس ركب حصان ملف الفساد لتحقيق مكاسب انتخابية تحسبا لما هو قادم من مواعيد وهي تشريعيات ومحليات 2007. اتصلت "الشروق اليومي" أمس، لساعات متواصلة بالسيد أبوجرة سلطاني لتعرف منه المعلومات التي بحوزته بشأن قائمة المفسدين، وكذلك لمعرفة الموقف من تصريحات الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي، لكن للأسف باءت كل المحاولات بالفشل، ما عدا محاولة واحدة نجحت قال لنا فيها مدير ديوانه إنه مشغول وعلينا أن نعيد الاتصال به في وقت لاحق!! رمضان بلعمري: [email protected]