صنع التصدعات والتشققات في المدرسة الابتدائية «حميدي الجودي» الواقعة بقرية «حمزات» التابعة إقليميا لبلدية «حمام قرقور» شمال ولاية سطيف، مخاوف 90 تلميذا من وقوع كارثة ما، بفعل تشقق جدران وأسقف أقسامها. المدرسة المذكورة أنجزت سنة 1983 فوق أرضية غير صالحة للبناء، وما زاد الطين بلة أن مياه الأمطار المتدفقة من الجبال تصب مباشرة على جدرانها، وهو ما جعل هذه الأخيرة تعرف التشقق بشكل كبير يحمل احتمالات بمخاطر تهدد حياة التلاميذ. غير أن القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت أولياء التلاميذ يمنعون أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة منذ أكثر من 12 يوما، هو غياب الصيانة بالمدرسة طوال الأعوام الماضية، ما جعلها تفتقر لأدنى الشروط اللازمة لتحقيق التحصيل الحسن للدروس، يحدث هذا وسط تجاهل تام من مديرية التربية لولاية سطيف على حد تعبيرهم، من جانبهم أولياء التلاميذ أكد أنهم يعون خطورة تلك التشققات والتصدعات التي ظهرت على أسقف وجدران المدرسة، كما صرحوا في هذا الصدد بأنهم خاطبوا المسؤولين في العديد من المرات بخصوص هذا المشكل لكن كل مساعيهم كانت دون جدوى، ومع مرور الوقت ازدادت تلك الشتققات والتصدعات مما جعلهم يتخذون قرار منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدارسة. وفي ذات السياق علمنا من مصادر محلية، بأن لجنة ولائية تتكون من مفتش التربية وأعضاء من المخبر الولائي حلت مؤخرا بالمنطقة، وعقب معاينتهم لوضعية تلك المدرسة اتفقوا على عدم صلاحية مبنى المدرسة للاستغلال، وأعطوا أوامر لرئيسي الدائرة والبلدية بمنع التلاميذ من الدراسة في هذه المدرسة، كما علمنا أن رئيس الدائرة استدعى صبيحة أول أمس العديد من أولياء تلاميذ قرية «حمزات» وطلب منهم أن يوجهوا أبنائهم للدراسة في ابتدائية مركز «عين لعروس» الذي يبعد بحوالي 4 كلم عن قرية «حمزات» وذلك بشكل مؤقت، وهو الأمر الذي رفضه أولياء التلاميذ، بحيث طالبوا حسب مصادرنا، بضمانات تفيد بإنجاز مدرسة جديدة بقرية «حمزات» في أقرب وقت ممكن، وذلك مقابل السماح لأبنائهم بالدراسة في «عين لعروس». تجدر الإشارة إلى بأن حياة هؤلاء المتمدرسين ستكون في خطر حقيقي في حالة عودتهم لمزاولة تعليمهم بالمدرسة المتضررة، رغم أن الوزارة كانت قد خصصت ميزانية بالملايير لإعادة تهيئة المدارس خاصة الابتدائية منها لكن دون أي تغيير، حيث ضاعت تلك الأغلفة المالية فيما يبقى تلاميذ المدارس يعانون في صمت.