إنّ الشاعر السوري «أدونيس» دعا الرئيس «بشار الأسد» إلى أن «يعيد الكلمة والقرار إلى الشعب.. لأنّ حزب البعث لم يعط أية مكانة للإنسان بوصفه إنسانا... إنّ البعث عرقل نمو الثقافة المدنية الحرة، ودمّر أخلاق البشر..». ما رأيكم في أن نخوض اليوم في موضوع الأحزاب الحاكمة في بلاد العرب أوطاني، التي لا تريد أن (تتعدد/ تتجدد) ولا تريد أن تتبدد كذلك؛ على رأي شاعرنا الكبير الدكتور عمر أزراج.. اعتقد أنّ الجميع يوافق على الخوض في ذلك الموضوع المسمم، هيا بنا إذن نحلل، ولننطلق من قول أدونيس الذي يرى أن حزب البعث الحاكم في سوريا «لم يعط مكانة للإنسان بوصفه إنسانا، وأنّ ذلك الحزب عرقل نمو الثقافة المدنية الحرة..». كم هو جميل كلام أدونيس؛ ألا ترون أنه محق؛ لأنّ ذلك الحزب وأشباهه في بلاد العرب أوطاني، ينظرون للمواطن على أنه صوت انتخابي من الدرجة الأخيرة، وأنهم يعادون كل فكرة نبيلة ترتدي أقراط الحرية الجميلة، لأنهم ببساطة جُبلوا على محبة الأفكار التسطيحية الغارقة في الابتذال، وفُطموا على تقريب أصحاب نظرية تقديس وتعظيم الحاكم؛ مِن الذين يهوون جمع النقود الذهبية..! كم هو مُرٌّ الحديث عن تلك الأحزاب التي لا تريد أن تتجدد أبدا بعد أن تعددت صوريا في أكثر من منطقة عربية، وكم هو مُرٌّ كذلك وأنت ترى أنها لا تريد أن تفهم أنّ عملية التجديد سلوك حضاري وديمقراطي تتطلبه وتفرضه المرحلة الراهنة؛ التي لسان حال مواطنيها يردد: (أيتها الأحزاب الحاكمة.. تجددي أو تبددي..).