قال أعضاء من المكتب الوطني للجبهة الوطنية الجزائرية، إنهم سيبلغون المسؤول الأول عن الحزب موسى تواتي، بضرورة تغيير رئيس الكتلة البرلمانية للأفانا في المجلس الشعبي الوطني خلال عملية تجديد هياكل الحزب في الغرفة السفلى في الأشهر القادمة، وإسناد المهمة إلى النائب محمد الداوي. وكشف قياديون في الافانا، أن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في المجلس الشعبي الوطني، ساعد عروس، لم يعد مرغوبا فيه بإجماع شبه كلي من طرف أعضاء المكتب الوطني، بعدما ثبت على أرض الواقع فشله في تسيير الكتلة ونشاطاتها، واستدل هؤلاء باليوم البرلماني الذي نظمته مؤخرا الكتلة، والذي كان مهزلة في حق الحزب الذي يعتبر نفسه القوة السياسية الثالثة في الجزائر. وعلى ما يبدو، فقد بدأت بوادر الأزمة الجديدة القديمة، تظهر من جديد بين قياديين في الأفانا ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب في الغرفة السفلى، بسبب عدم ظهور الكتلة بالوجه الحقيقي المراد لها، وهي من بين الأسباب التي كانت إحدى نقاط الخلاف بين قادة الأفانا وساعد عروس قبل تجديد الثقة فيه في جويلية الفارط. وبالرغم من اقتراب موعد تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني بنحو أربعة أشهر، إلا أن بيت الكتلة البرلمانية التي يرأسها عروس ما زالت على حالها، بحيث صرح نائب رئيس الكتلة، عبد القادر زياني، ''أن دار لقمان ما زال على حالها''، في إشارة إلى عدم وجود أي تقدم أو جديد في نشاطات الكتلة. وتشير آخر المعطيات التي تحوز عليها ''البلاد''، أن من بين الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الكتلة هو محمد الداوي، الذي يشهد له إطارات الأفانا بالكفاءة والحنكة السياسية، خاصة بعدما أبدى زياني عدم رغبته في تولي المنصب. وأشار عدد من القيادات الوطنية في الجبهة الوطنية الجزائرية، إلى أن التيار لم يعد يمر بينهم وبين رئيس الكتلة البرلمانية في المجلس الشعبي الوطني بعد اليوم البرلماني الذي انعقد في أواخر شهر جانفي الماضي، الذي اعتبروه مهزلة حقيقية في حق الحزب، خاصة مع الحرج الكبير الذي وقع فيه الأفانا بعد انسحاب السفير الإيراني في الجزائر الذي كان من بين الدبلوماسيين المدعوين بعدما ألقى أحد المحاضرين كلمة أقلقته للغاية. وكان موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أبلغ رئيس الكتلة البرلمانية في المجلس الشعبي الوطني ساعد عروس، عن عدم رضاه على أدائه البرلماني داخل الغرفة السفلى، وأكد ذلك تواتي في آخر حوار له أجراه مع ''البلاد'' عندما قال بصريح العبارة إنه ''غير راض على أداء عروس، الذي قال عنه إنه ''اعتبر نفسه موظفا في البرلمان وليس نائبا منتخبا عن الأفانا ممثلا للشعب''. ولم يكن لمثل هذا الكلام أن ينزل على رئيس الكتلة بردا وسلاما، حيث وجه هذا الأخير كلاما إلى رئيس الحزب فيه الكثير من اللوم على ما صرح به، لدرجة أن عروس قالها صراحة إنه مستعد لتقديم الاستقالة من رئاسة الكتلة.