استعرضت المحكمة الجنائية الابتدائية بالدار البيضاء في الجزائر العاصمة، أول أمس، ملف شابين في عقدهما الثاني، يعمل أحدهما تاجرا للألبسة النسائية بسوق باش جراح. وتمكنت الضبطية القضائية من إحباط محاولة التحاقهما بما يسمى تنظيم الدولة "داعش" في سوريا عبر بوابة تركيا، ذلك بعد ضبط جواز سفر وبطاقة حجز فندقي بتركيا باسم التاجر، فيما كان الثاني يشيد بالانضمام لهذا التنظيم الإرهابي ويكفر من وصفهم ب«حكام القانون الوضعي" من خلال تبادل نقاشاته مع جاره التاجر عبر "الفايسبوك". وتم توقيف التاجرين محل متابعة جنائية، في خضم تحريات باشرتها مصالح الأمن الوطني بولاية الجزائر إثر تلقيها برقية من فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بولاية تيزي وزو بتاريخ 20 مارس 2017، للتحقيق في قضية دعم وإسناد للجماعات الإرهابية، بعد توقيفها المسمى (س.ر) وبحوزته نسخة من جواز سفر المسمى (ح.إ) ومعه بطاقة حجز في فندق بتركيا، وقد اشتبه المحققون في عزم المعني الالتحاق بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام "داعش"، مما استلزم اتخاذ الإجراءات القانونية لتوقيفه ويتعلق الأمر ببائع ألبسة نسائية بسوق باش جراح. وخلال ضبط المشتبه فيه وإخضاعه للمساءلة القانونية، أكد أن المدعو (س.ر) هو جاره ويمارس نفس نشاطه التجاري بالسوق. أما بشأن وثائقه المصادرة بحوزة الأخير، فأكد أنه نسيها بسيارته حين رافقه إلى القنصلية التركية المعتمدة بالجزائر يوم السابع مارس 2017، حيث توجه لإيداع ملف طلب تأشيرة حتى يتمكن من اقتناء بضاعة من هناك. ولم يعرف ذلك إلا في صبيحة اليوم الموالي، إلى حين اتصل به (س.ر) وأخطره أنه سيسلمه إياها لدى عودته من ولاية تيزي وزو، إلا أن توقيفه من قبل مصالح الدرك الوطني في إطار دورية روتينية أقلب الموازين وجعله في دائرة اتهام في قضية إرهابية. غير أن ذلك لم يكن اعتباطيا، بل إن تحريات الضبطية القضائية هي من أثبتت ذلك، بفعل التردد المستمر للمدعو (ح.إ) على جبال منطقة سيدي بوناب بولاية تيزي وزو معاقل الجماعات الإرهابية فضلا عن تنقلاته إلى مناطق أخرى بالبويرة، وحيازته حسابا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" باسم "إبراهيم القرشي" وآخر باسم "القعقاع"، إلى جانب تلقيه عديد الرسائل التحريضية من المدعو (س.إ) يحثه على الانضمام إلى التنظيم الإرهابي "داعش".