أكد باحثون في العلوم السياسية على ان ضعف الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني أثر سلبا على التنشئة السياسية في المجتمع. وأوضح هؤلاء في يوم دراسي حول دور الجامعة والمجتمع المدني في نشر التوعية السياسية في الجزائر احتضنته كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة البليدة02 أن الأحزاب السياسية ضعيفة من حيث البرامج وأغلبها متشابهة، أما تنظيمات المجتمع المدني فهي عبارة عن تنظيمات خيرية ولا تؤثر في التنشئة السياسية للمجتمع. وفي هذا السياق ذكرت رئيسة اليوم الدراسي الدكتورة شهرزاد فكيري بأن النخبة الجامعية تتصادم مع الذهنيات الموجودة في المجتمع والأحزاب السياسية ابتعدت عن دورها الأساسي في بناء المجتمع، وبناء الدولة الجزائرية، وأكدت بأن العديد من الأحزاب السياسية دورها ضعيف جدا في المجتمع، وهذا ما ساهم في إضعاف التنشئة السياسية، على عكس دول غربية التي تبدأ التنشئة السياسية عندها من الأسرة وتحافظ هذه الأخيرة علىدعم حزب ساسي واحد. وأضافت نفس المتحدثة، ان الأحزاب السياسية في الجزائر ضعيفة من حيث البرامج التي في غالبيتها متشابهة، وأشارت إلى تقديم العديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن نعاني حسبها من ضعف النخبة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي. من جانب آخر أوضحت نفس المتحدثة بأن تخصص العلوم السياسية أصبح يعاني من التضييق في السنوات الأخيرة مما أدى إلى عدم فعاليته بشكل تام وأثر ذلك سلبا على دوره في عملية التنشئة السياسية والمشاركة في بناء المجتمع. وفي السياق ذاته ذكرت الدكتورة آمال صخري أن تنظيمات المجتمع المدني يفترض أن تقوم بأدوار تكميلية في المجالات التي يتقلص فيها دور الدولة، وأضافت أن الحراك الشعبي كشف العديد من نقاط الضعف التي نخرت جسد الدولة، خاصة تنظيمات المجتمع المدني التي لم تؤد دورها، وابتعدت عن المهام التي أسست من أجلها والتي من بينها تقديم برامج تنموية اقتصادية واجتماعية، وعندما وقع الحراك، تنظيمات المجتمع المدني لم تقدم حلولا و لاآفاق للأزمة السياسية، لأن ما هو موجود حسبها هو أن هذه التنظيمات هي تنظيمات خيرية، ولم تكن تنظيمات فاعلة ومؤثرة في السياسات العامة، وأكدت نفس المتحدثة بأن عشرية الفساد الأخيرة نخرت كل التنظيمات القائمة في الدولة وقال في نفس الإطار الدكتور نبيل ادريس، إن النخبة الجامعية كان لها دور خلال هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الجزائر من خلال نشاطات عملية وفكرية وملتقيات ومداخلات وورشات العمل، مشيرا إلى وجود قطيعة بين البيئة الداخلية للجامعة والبيئة الخارجية، وأوضح أن مخرجات الجامعة دائما لا يكون لها الأثر الكبير في التغيير الحاصل في المجتمع، وهناك حاجز يمنع أخذ مخرجات الجامعة بعين الاعتبار.