انتهى سبر الآراء الذي أعدته مجلة "جون أفريك" الفرنسية في الفترة الممتدة ما بين 3 و12 جوان الجاري، بخصوص حظوظ المترشحين في الانتخابات الرئاسية في الجزائر، إلى الاستقرار على اسم المرشح الخاسر في رئاسيات 2004، علي بن فليس. وتقدم علي بن فليس، الذي حقق ما نسبته، 37 بالمائة، من المصوتين في هذا السبر، على رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي حقق 35 بالمائة من المشاركين، في حين جاء في المرتبة الثالثة رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور بواقع 13 بالمائة، فيما لم يحقق كل من الوزير الأول، عهد المالك سلال، ووزير الأشغال العمومية، عمار غول، أي نتيجة تذكر بعدم تجاوزهم لنسبة الصفر بالمائة، كما أورده موقع المجلة على الأنترنيت. واتهم الموقع رئيس حركة مجتمع السلم، بمحاولة الغش من أجل التأثير على نتائج السبر، وتوجيهها لصالح، حيث أشار إلى أنه تم تحديد موقع بعض المحاولات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن مدينة سان خوزي، بولاية كاليفورنيا على وجه التجديد، وهو المحاولات التي تم إحباطها كما قال الموقع، بالاستناد إلى خبراء في مجال المعلوماتية. وحتى وإن اعتبر معدو سبر الآراء على أنه لم يكن علميا، طالما أنه لم يتبنى الأدوات الموضوعية المتبعة في مثل هذه الآليات لتحديد توجهات الرأي العام، إلا أن النتيجة التي أعلنها موقع "جون أفريك" لم يمكن أن الاعتداد بها، لجملة من الاعتبارات الموضوعية، بحسب المتتبعين، أولها أن الناخبين الذين يصنعون الفارق ليسوا النخبة المثقفة بالفرنسية التي شاركت في سبر الآراء، بل الأميين الذين يقطنون الجبال والبوادي والجزائر العميقة التي لا تفقه شيئا في اللغة الفرنسية. كما أن النخبة المثقفة في الجزائر، هي عادة لا تصوت أصلا، ليأسها من إمكانية إحداث التغيير عن طريق الصندوق، ولعل عدد المصوتين في الانتخابات التشريعية والمحلية الأخيرتين والتي لم تصل حتى نصف المسجلين في القوائم الانتخابية، يؤكد غياب الجدية والموضوعية في هذه العملية، التي تبقى موجهة لفئة معينة وهي الفئة المعروفة بثقافتها المفرنسة، التي لا تقطن سوى في المدن الكبرى، مثل العاصمة ووهران وقسنطينة وسطيف.. بحسب المطلعين على خصوصيات المجتمع الجزائري. ومما يزيد من حجم الشكوك، هو أن المجلة فرنسية، وهذا ما يدفع للتساؤل حول ما إذا كان هذا السبر موجها من طرف جهات أجنبية لخدمة مصالحها انطلاقا من دعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل. ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن حديث المجلة عن أن نتائج سبر الآراء المنجز ستساعد صناع القرار في الجزائر على معرفة وزن كل شخصية من الشخصيات التي شملها سبر الآراء، يعتبر مطعون في مصداقيته، لجملة الاعتبارات التي سبقت الإشارة إليها.