قال الكاتب المسرحي ياسين سليماني أن عدم ثقته في المخرجين الجزائريين سبب في نشره نصه "أنا الملك أتيت" الصادر عن دار فيسرا للنشر و التوزيع، مرجعا ذلك إلى الدكتاتورية الذي يمارسونها هؤلاء على النص الأصلي ومؤلفه على حد سواء. و أوضح ياسين سليماني خلال استضافته أول أمس بفضاء صدى الأقلام الذي يحتضنه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، و تنشطه الشاعرة نعيمة معمري، للحديث عن كتابه هذا الذي سجل حضوره من خلاله بالصالون الدولي للكتاب في طبعته لهذه السنة أن المخرج الجزائري لا يأخذ من النص الأصلي سوى الفكرة العامة أم الباقي يكون حسب وجهة نظره و رؤيته الإخراجية التي تكون غالبا خارج المعنى الحقيقي للنص الأصلي. مضيفا في السياق ذاته أن توجهه للنشر ليس فقط للعمل للإنتاج المسرحي الذي يموت مع أخر جولة للعرض، بل هدفه منه هو التوثيق للمسرح الجزائري و للأعمال التي تقدم فيه و باعتبار أيضا أن التوثيق هو الرهان الوحيد لبقاء المسرح لمدة أطول، مستدلا بمسرح شكسبير، الذي يقول عنه أنه مازال إلى يومنا رغم عدم مشاهده أي عرض قدم في تلك الفترة، و الذي وصل للمتلقي سواء مكتوبا ومحفوظا شاهدا على تلك الحقبة من الزمن. من جانب أخر نفى الكاتب ياسين سليماني أن يكون المسرح الجزائري يعرف نقصا في الكتابة المسرحية و قال أن السياسية الحالية هي التي ترغب في ذلك من خلال تعتيم الأقلام المسرحية بعدم منحها فرص للظهور على الساحة و تقديم تجاربهم و ما لديهم من طموح، مشيرا في كلامه أن الكثير ممن منحت لهم الفرصة برهنوا عن وجودهم في الكثير من المحافل الدولية والوطنية و الدليل على ذلك الجوائز التي تمنح لهم من خلال مشاركتهم في مهرجانات عدة. أما فيما يتعلق بتراجع المشهد الثقافي الجزائري و الركود الذي بات يخيم عليه فقد أرجع ذلك ياسين سليماني إلى غياب النقاد الذي من شأنهم تقديم دراسات بناءة للمبدع حتى يطور من ذاته، مشيرا في الوقت ذاته أن ما هو متوفر في الجزائر لا يتعدى "نقد الشلة "، و هو نقد يخدم صاحبه فقط و ليس نقد بناء يمكن أن يعتمده أي مبدع في أعماله الأخرى. من جانب أخر تحدث الكاتب ياسين عن كتاباته وعن نصه الذي قدمه و قال أنه يحاول دائما البحث في المواضيع التي تمسى الواقع لكن بفكرة مستقاة من التراث العالمي، هذا إلى جانب البحث إلى العلاقات الموجودة في إنسان بحد ذاته أي البحث في مجاهل النفس، وعلاقتها بنفسها كأنا منفردة، وعلاقتها مع الآخرين، كما أشار إلى أن نصه "أنا الملك أتيت" و الذي هو من التراث الهندي القديم، حاول من خلاله استرجاع إنسانية الإنسان الذي فقدها بعدما طغت المادة على الجانب الروحي فيه.