دعت حركة البناء الوطني، السلطة إلى التعجيل بإيجاد حلول لأوضاع البلاد التي تشهد ضغوطا داخلية وخارجية تحتاج إلى رفع منسوب الثقة داخل النسيج الوطني والتعامل الواقعي معها. وطالبت حركة البناء في بيان تحوز "الجزائر الجديدة" نسخة منه، الحكومة بضرورة التكفل العاجل بمطالب سكان ولايات الجنوب المتمثلة في إيقاف استغلال الغاز الصخري، والاهتمام بتنمية المنطقة وحماية مستقبلها من أخطار لا تختلف في نتائجها عن ضرر التجارب النووية على السكان والأرض، حسب البيان، إضافة الى تثمين وعي المواطن وتضامنه ورفضه للمخاطر التي تهدد مستقبل البلاد، من خلال التعبير السلمي في احتجاجه على أخطاء السلطة وتكريس العدالة الاجتماعية والالتفات الى حاجات ولايات الجنوب في التنمية وعدم الاقتصار على النظرة إليها كمصدر للثروة فقط. ويضيف البيان انه على السلطة مراجعة خياراتها والتجاوب مع الرفض الشعبي لخيار اللجوء إلى الغاز الصخري لما يشكله من مخاطر على حياة المواطن والإضرار بالبيئة، وزيادة العبء على خزينة الدولة في ظل أزمة النفط، كما دعا البيان السلطة إلى التفاعل الإيجابي مع انهيار أسعار البترول، والحذر من انعكاساتها على التوترات الاجتماعية وإعادة النظر في الخيارات الاقتصادية بالتوجه نحو الاقتصاد المتوازن، وتحمُل الجهات المعنية مسؤولياتها في تيسير دور الطبقة السياسية من أجل المساهمة في استقرار البلاد، مع التأكيد على إجبارية حوار سياسي جماعي شفاف يستوعب مختلف الرؤى للخروج من أزمة هذه المرحلة الحرجة والمتعددة الأشكال. وفي الختام جددت حركة البناء الوطني الدعوة إلى الجدار الوطني لحماية البلاد من تداعيات حراك لن يتوقف عند حدود ولايات الجنوب لأنه هَمْ وطني. ودعت حركة البناء الوطني إلى ضرورة إصلاح سياسي حقيقي يكرس ثقافة الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام وسيادة الحقيقة على الوهم والعبثية, كما طالبت الحركة بايقاف كابوس الفساد الذي عم مرافق الدولة والمجتمع وتكريم العامل الجزائري وتنزيه الإطارات. وشدد رئيس الحركة مصطفى بلمهدي في كلمة ألقاها بتجمع شعبي بولاية بومرداس على ضرورة إصلاح سياسي حقيقي يكرس ثقافة الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الإعلام وسيادة الحقيقة على الوهم والعبثية، مشيرا إلى أن الشعب يحتاج الديمقراطية الحقيقية والحوار والسلم والمصالحة وإشراك الشعب في تأمين الوطن باعتباره الجدار الوطني الحقيقي, كما دعا بلمهدي الى حماية الاقتصاد الوطني وإيقاف كابوس الفساد الذي عم مرافق الدولة والمجتمع وتكريم العامل الجزائري وتنزيه الإطارات. وحيا بلمهدي مبادرة الجزائر في ليبيا في ظل رؤية لا تقصي جهة قائلا "لأننا نؤمن بثقافة التعاون الا من أقصى نفسه، كما نشعر بان تهديدات السلم في اية دولة من هذه المنطقة ينعكس على الجميع بل يتعدى الى تهديد الامن في كل الحوض المتوسط وما الاعتداء الأخير على أسبوعية "شارلي ايبدو" في فرنسا الا نموذج لتهديدات لا قبل لأحد بها ولا بد من تعاون صادق للتصدي لها في وجه الإرهاب والمتاجرين بالإرهاب"، وأضاف بلمهدي ان "الشعوب العربية والإسلامية أطربها صوت الحرية بعد الربيع العربي وانتهاء عهود الأحادية والاستبداد وحكم الفرد المهيمن والعائلة المتملكة، ولكنها استيقظت على كابوس الفتن والاحتراب الداخلي والصراعات الاثنية، ومحاولات التقسيم، وظهور الطوائف المنحرفة، واستباحة أعراض ودماء المسلمين، والتدخل الأجنبي في حمى وسيادة الامة يدوس كرامتها، ويرهن ثرواتها ويسيطر على قراراتها".