- زيادة في الأسعار بنسبة 15بالمائة و ندرة في مادة الزعفران تشتهر مدينة مغنية بولاية تلمسان بسوق التوابل الذي يضم عددا كبيرا من المحلات المعروفة بجودة ما تعرضه من مواد، حيث يستقبل هذا الأخير عددا هائلا من الزبائن من داخل و خارج الولاية الذين يقطعون مسافات من أجل اقتناء ما يناسبهم من بهارات لاسيما قبل شهر رمضان الكريم . ولأجل رصد أجواء سوق التوابل بهذه المنطقة قررنا القيام بجولة استطلاعية قادتنا أمس إلى سوق "كوفار" الذي كان يعد بالزوار والعائلات التي قدمت من كل حدب وصوب حتى تختار أجود التوابل و أهمها، و أول ما وطئت أقدامنا المكان حتى بدأت رائحة العطور تخترق حواسنا ، تلك العطور التي وضعت على شكل أهرامات زينتها أنامل الباعة بإبداع خاصة رأس الحانوت، و ما لفت انتباهنا ونحن نجول أروقة السوق وجود جناح خاص بالملابس و آخر بالخضر و الفواكه ، فضلا عن قسم اللحوم، لكن تبقى محلات التوابل هي من تشهد حركة و ديناميكية كبيرة، وفي هذا الصدد أكد البائع عبد الصمد المعروف ب " عبد الصمد لاكوست" أن سوق مغنية يستقبل يوميا مئات الزبائن من داخل و خارج ولاية مغنية ،خاصة قبيل شهر رمضان إلى غاية الأسبوع الأخير ، مرجعا سبب ذلك إلى ما يعرضه باعة الجملة و التجزئة أيضا من مواد ذات جودة عالية ، ما يجعل المغتربين الذين يغادرون البلاد قبل شهر رمضان يبقلون بكثرة على اقتناء العطور كالزعفران، الفلفل الأسود ، الكروية ، حشاوش الحريرة، الفلفل الأحمر الحلو ، راس الحانوت، الكمون و القرفة ، ليكشف لنا أيضا أنه يملك زبائن أوفياء من العمال الصينيين الذين التحقوا بالمدينة منذ سنوات . جودة التوابل مرهون بحرص الباعة أبدى بعض الباعة انزعاجهم الشديد من تكبد عناء جلب التوابل المستوردة بسبب صعوبة الأمر ، حيث أوضحوا أن تجارة التوابل ليست بالأمر السهل سواء تم جلبها من المغرب أو من أي ميناء آخر كسلع مستوردة يعرضها المستثمر للبيع، فالأمر سيان بالنسبة لهم ، إذ أن التاجر يتعب في اقتنائها و سحقها و من ثمّ بيعها ، كاشفين أن جودة توابل مغنية ليس سببه أنها تجلب من المغرب أو من بلد آخر ، و إنما اعتماد الباعة على جلب سلع ذات نوعية رفيعة ، كما أنهم يعتمدون أيضا على طحنها و سحقها و بيعها في مدة وجيزة ما يجعلها محافظة على نكهتها التي تلفت انتباه المتسوق عند دخوله السوق مباشرة ، كما أن خبرة الباعة الذين توارثوا هذه المهنة يجعلهم يميزون عند الوهلة الأولى مدى جودة المادة، فلا يجلبون سوى ما يلبي حاجة المستهلك و يحرصون على توفير جميع شروط النظافة . أما فيما يخص أسعار التوابل فقد أكد معظم الباعة بسوق مغنية أنها عرفت ارتفاعا محسوسا مقارنة بالسنة الفارطة ، وذلك بنسبة 15 بالمائة ، فالعديد من المواد ارتفع سعرها من 150دج إلى 200 دج ، خصوصا الفلفل الأسود الذي يعرض في سوق التجزئة ب 2000دج، فيما يبلغ سعره بسوق الجملة 1250 دج ، أما الكمون يعرض في سوق التجزئة ب 1000دج و بالجملة لم يتعد سعره 680 دج، و القرفة تعرض ب 1050دج كسعر بسوق التجزئة أما بالجملة فقد وصلت إلى 650دج ، والزعفران المغربي و هو الأكثر طلبا فقد شهد ندرة في العرض و زيادة في الطلب ، حيث توفرت منه كميات قليلة بالسوق مقارنة بالسنة الفارطة فيما يخص العلب الصغيرة التي عرضت ب 240دج و الكبيرة ب 300دج أو زعفران الميزان، كما عرف الفلفل الأحمر أيضا ندرة طفيفة مقارنة بالسنة الفارطة و بلغ سعره مابين 800دج إلى 1000. عجائز تفضلن « المهراس » لصناعة التوابل ونحن نجول في سوق مغنية قررنا الاقتراب من بعض الزبائن الذين كانوا يزورون المحلات هنا وهناك ، حيث قالت السيدة فاطمة إنها تقتني بعناية عطور الحريرة و راس الحانوت، خاصة و أن المحلات توفر أجود المواد المطحونة و الجديدة ، فيما أكدت بعض كبيرات السن أنهن لا يضعن في أطباقهن عطورا مطحونة وهو ما أكده أيضا البائع حسين الذي أوضح أن عجائز لالة مغنية يطلبون بهارات غير مطحونة ، ويقمن هن بسحقها عبر "المهراس" ، حيث يعتقدن حسبه أن المنتوجات التي يبيعها التجار غير معرضة لأشعة الشمس و بالتالي فلا طعم لها ، ما يجعلهم بقمن بالعملية بأنفسهن، لاسيما و أنهن يستعملن التوابل لعلاج العديد من الأمراض خاصة أوجاع المعدة و فيها صحة للبدن . إقبال كبير على توابل أوروبية جديدة ما يلفت الانتباه بسوق مغنية هو الإقبال الكبير من قبل الزبائن على المعطرات و مساحيق النكهة الخاصة بمختلف أنواع الأطباق، و هي مواد مستوردة دخلت إلى السوق منذ سنوات قليلة، وعرفت رواجاً كبيرا خلال السنة الجارية، حيث تستورد من دول أوروبية عبر أكياس كبيرة تحمل كل مادة منها ذوقا خاصا بطبق معين ، فالمستهلك الجزائري لم يتعود على تتبيله كطبق البطاطا المقلية أو السلطة، كما أن هناك توابل محضرة خصيصا لطبق الزيتون و أخرى لطبق اللحم المشوي و أخرى للدجاج ،كما أن هناك الكثير من المواد المجففة التي تباع بالسوق مثل مسحوق الثوم و مسحوق البصل .