تشارك الجزائر في الطبعة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي بفيلم " مولود في مكان ما " للمخرج المبدع محمد حميدي ، وذلك في فئة " ليال عربية " المخصصة لعرض أفضل الإنتاجات السينمائية لمخرجين عرب ذاع صيتهم مؤخرا في المشهد السينمائي العالمي ، حيث يدخل الفيلم الجزائري غمار المنافسة التي ستنطلق ابتداء من 6 ديسمبر المقبل إلى جانب 18 عملا سينمائيا من مختلف الدول العربية ، وهي فرصة هامة للكشف عن مزايا الفن السابع الجزائري ، وتقديمه بصورة أوضح للجمهور العربي و الوفود الغربية المشاركة في فعاليات الحدث السينمائي . الفيلم الجزائري هو اجتماعي بالدرجة الأولى ، كونه يعكس مسألة البحث عن الهوية ، و سياسي أيضا لأنه يطرح قضية الهجرة وتأثيراتها السلبية على المغتربين الذين يعجزون عن تأمين مستقبلهم في ظل المشاكل القانونية و السياسية التي يواجهونها في بلاد المهجر، كما حاول أن يميط اللثام في مشاهده عن أسباب الهجرة التي غالبا ما تكون لأجل تأمين مستقبل أفضل للأبناء ، و الواقع الحقيقي الذي يصطدم به هؤلاء بمجرد رحيلهم ، ولجعل الفكرة السينمائية تبدو أوضح فقد وجه المخرج " محمد حميدي" عدسات كاميراته ، نحو " فريد " الشاب الجزائري الذي يضطر إلى العودة إلى بلاده الجزائر التي لم يزرها يوما لأجل إنقاذ والده ، حيث يصور هذا الأخير مشاعر الحزن و الندم التي تعتري بطل الفيلم لأنه لم يعش ببلده ، وقضى شبابه في بلد أجنبي لا يمت له بصلة ، الأمر الذي يجعله فجأة يقرر العودة إلى أرض الوطن ، فهو لم يتحمل تأنيب الضمير، خصوصا أنه كان دوما يقول لأصدقائه بأنه جزائري الأصل ، ولابد له أن يعود إليها يوما ما ، الفيلم الذي يقوم ببطولته كل من الممثل جمال دبوز و توفيق جلال هو في الحقيقة قصة واقعية عاشها المخرج المغترب " حميدي " حسبما أكده في عدة مقابلات صحفية ، حيث كان هذا الأخير يطرح تساؤلات عديدة حول هويته و جذوره الجزائرية ، وفي كل مرة يصاب بالحسرة لأنه لم يزر بلده من قبل ..