"في السابق كنا الاحسن قاريا في غياب جنوب افريقيا لكن حاليا تراجعنا" "جمعية عين الترك رائدة في التكوين و المدرب الحالي للمنتخب خريج معهدنا" يعتبر عفان ميمون المدير الحالي للمعهد التكنولوجي لتكوين إطارات الشباب و الرياضة لوهران "الكرابس " إضافة للمنصب الذي يشغله أيقونة سابقة في ميدان السباحة الجزائرية ، حيث سبق له و أن عانق تحت ألوان النخبة الوطنية المجد الرياضي القاري في عدة مناسبات. في هذا الحوار يتحدث ميمون ( الذي يشغل مستشار رئيسي في السباحة ، اضف إلى أنه لا يزال يمد النخبة الوطنية بألمع العناصر عبر جمعية الرياضة التربوية لعين الترك )عن عدة نقاط أبرزها سياسة التكوين لدى شريحة المؤطرين التربويين و إيجابياتها و كذا السلبيات التي تعاني منها و أمور خاصة برياضة السباحة... الجيل الحالي لا يعرف عفان ميمون ، فهلا اعطيتمونا نبدة عن مشواركم الرياضي ؟ لقد سبق لي و ان شاركت مع النخبة الوطنية للسباحة في عدة مناسبات لعل أبرزها البطولة الإفريقية التي توّجت من خلالها عدة مرات ، كما أني شرّفت الجزائر بحمل الألوان الوطنية في العاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة سبليت اليوغسلافية سابقا 1979 و كذا في دورة الدار البيضاء المغربية و عدة محافل أخرى. أما عن مشواري المهني فحاليا أشغل منصب إطار دولة برتبة مستشار رئيسي في الرياضة و قبل إشرافي على المعهد الذي سبق لي التدريس فيه سبق لي و أن كنت مديرا للشباب و الرياضة بمدينة النعامة و في مجال التأطير كنت رئيسا لرابطة وهران للسباحة و حاليا عضو فيدرالي. بما أن السباحة هي القاسم المشترك في هذا الحوار ، الجمهور الرياضي بات يسال متى تعانق الجزائر العالمية ؟ بطبيعة الحال فهذا الحلم هو مشروع للجميع و في هذا المقام أقول بان الوزارة تقوم بكل وسعها لتطوير النخبة ، حيث أنها عبر فيدرالية السباحة وزعت عدة منح تكوينية في الخارج لكن في رأيي هذا لن يكفي حتى تبرم اتفاقيات مع اتحاديات الدول الأجنبية لكي تهتم بالسباحين الجزائريين عبر إقحامهم في منافسات بلدانهم و الاهتمام عن كثب بهم ، و صدقوني إذا أبرمت هذه الاتفاقيات سوف تنقلب الأمور و تصبح الجزائر قطبا للامتياز في مجال السباحة العالمية.
نعود للساحة القارية ، في عهدكم كانت الألقاب في غالب الأحيان من نصيب الجزائر ، لكن حاليا رصيد النخبة يعرف نوعا من الشح فما السبب؟ في عهدنا ، كنا نستفيد من عدم مشاركة عمالقة جنوب إفريقيا بسبب نظام الأبرتايد انذاك ، و لكن حاليا إذا أردت أن تحصد اللقب القاري عليك بالفوز على منتخب جنوب إفريقيا الذي هو بطل للعالم بطبيعة الحال و هذا ما يحتم علينا العمل بجد و تقويم أي اعوجاج سواء كان فني أو إداري . و هل هذا هو السبب الرئيسي في رأيك ؟ هناك سبب آخر ، فرغم انتهاج الدولة سياسة بناء المسابح ، إلا انه يجب التفريق بين مسابح المنافسات و المسابح الجوارية فهي مكملة لبعضها البعض بطبيعة الحال فيجب في مسابح الجوارية تعيين إطارات رياضية لأجل اكتشاف المواهب التي بدورها يتم تحويلها لمسابح المنافسات التي يشرف عليها إطارات نخبة لها باع في السباحة و هنا تتم عملية الصقل و دخول عالم المنافسة و الاحتراف و هذه الطرق هي المعمول بها في الدول المتقدمة. رغم اعتزالك عالم السباحة منذ سنوات ، لكن لا زلت تضخ خزان النخبة بخيرة السباحين المهرة فما تعليقك؟ في الحقيقة أنا اعتبر هذه المهمة رسالة نبيلة و لذا أسعى في كل منصب يوكل إلي أن اشرف مهمتي و بما أنني حاليا عضو في جمعية الرياضة التربوية لعين الترك اختزلت كل خبرتي في سبيل تحقيق ذلك ، حيث أن جل أبطال الجزائر و كذا الدوليين هم من خرجوا من رحم هذه الجمعية على سبيل المثال هناك تشوار عماد , حداد يوغرطة , إلياس عابد و عفان عبد القادر فهناك ما زهاؤه اثنا عشر عضوا في الفريق الوطني في جميع الأصناف و نحن دائما نحتل الرتبة الثانية في ترتيب الفرق وراء المجمع البترولي رغم أننا نعاني من الجانب المادي. نعود لميدان تكوين الإطارات ، الجميع يعلم أن المعهد الذي تشرف عليه ترعرعت فيه خيرة المدربين ؟ نعم و في كل النخب ، فيكفينا شرفا أن مدرب المنتخب الوطني للسباحة الحالي بوتبينة أنور هو من خريجي المعهد ، أما ميدان كرة القدم فحدث و لا حرج ، فكل من يصنعون أفراح فرق القسم الأول حاليا مروا من هنا كعمراني عبد القادر و دريد نصر الدين و بن ميلودي و مشري بشير و غيرهم كثير . رغم هذا الإطراء لمعهدكم ، لكن لحد الآن لم يستقم ظل الرياضة في ناحية الغرب فما هو السبب؟ لعلمك أن هناك نوعين من الطلبة الذين يأتون للمعهد ، منهم من يأتون من النخبة و اخرين لغرض الدراسة و لهذا يجب التعامل بحزم عند توظيفهم عند التخرج ، فيجب أن يوضع أصحاب المتخرجون العاديون للإشراف على الجمعيات مثلا و مهمتهم اصطياد العصافير النادرة و من تمّ توجيههم للمتخرجين النخبويين و هو ما يولد تكاملا على كل المستويات و بهذه السياسة فإنه حتما سوف تعانق الجزائر المجد الرياضي في كل الميادين. نعود لل"كرابس" فالجميع يعتبره أيقونة المعاهد و صاحب فضل على عدة وجوه رياضية ، فما هي سياستكم لإتمام المسيرة ؟ لمن لا يعرف المعهد فهو تحفة معمارية يتربع على 14 هكتار فيه المنشآت الرياضية والبيداغوجية و كذا الإدارية و بالمناسبة كي لا تضيع هذه التحفة ، يجب على المعنيين إعادة تأهيلها من خلال وضع الترميم العاجل لقاعة الجمباز و إنشاء بكل عجالة قاعة لكل الرياضات من أجل احتضان التدريبات لكرة السلة و اليد و ذلك من أجل التحسين المعرفي لمدربي النخبة المستقبليين.