كما كان متوقعا صنع أنصار “الخضر” الحدث في ملعب عنابة بالنظر إلى تدفقهم الهائل على ملعب 19 ماي منذ الساعات الأولى لنهار أمس معبرين عن اشتياق كبير جدا لمشاهدة زملاء زياني عن قرب وتقديم الدعم اللازم لهم في هذه المواجهة التي كانت نتيجتها مهمة جدا إن لم نقل مصيرية لبقية مشوار منتخبنا في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2012، حيث لم تكف مدرجات ملعب 19 ماي الأعداد الغفيرة من الجماهير التي وصلت إلى حوالي 75 ألف مناصر بدليل أن الكثير منهم لم يتمكنوا من الدخول. أنصار من كل الولايات وترقيم السيارات يؤكد ذلك مدرجات ملعب 19 ماي امتلأت عن آخرها ثلاث ساعات كاملة قبل بداية المواجهة، حيث صنعت الجماهير الغفيرة أجواء رائعة جدا من خلال ترديدها لمختلف الأهازيج الممجدة للمنتخب الوطني وذكرتنا بما كنا نراه في ملعب البليدة في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي إفريقيا للأمم والعالم 2010 خاصة في مواجهة “الفراعنة”. كما أن الأمر الجميل هو أن الحضور الجماهيري لم يقتصر على الأنصار العنابيين بل امتد إلى أنصار آخرين أمّوا الملعب من عدة ولايات أخرى بدليل ترقيم السيارات التي كانت متواجدة بالقرب من الملعب حتى من ولايات غرب الوطن وهو ما يبيّن بوضوح الاهتمام البالغ الذي أعطاه الجمهور الجزائري لهذا اللقاء. حتى الجبل احتلوه وتزيّن بالألوان الوطنية وبالنظر إلى أن المدرجات لم تسع جماهير “الخضر” فقد سارع الكثير من الأنصار إلى احتلال الجبل الذي يقع خلف المدرجات المكشوفة، فكل شيء كان يهون من أجل تقديم دعم معنوي قوي إلى رفقاء عنتر يحيى وكل شيء كان مسموح به في إطار الروح الرياضية، بمن في ذلك مشاهدة اللقاء من على قمة الجبل الذي تزيّن بالألوان الخضراء، الحمراء والبيضاء في صورة جميلة ستبقى تاريخية. 17.30: المدرجات تنفجر وأعداد غفيرة من الجماهير بقيت خارج الملعب في حدود الخامسة ونصف وقبل ساعات كاملة عن بداية اللقاء تفاجأنا بالعدد الهائل من الأنصار الذين بقوا خارج الملعب، فعدد الأنصار كان كافيا لأن يمتلئ ملعبا آخر في صورة تعبّر بوضوح على أن أنصار “الخضر” لبوا النداءات المتكررة للمدرب الوطني بن شيخة الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه يريد حضورا جماهيريا غفيرا في ملعب عنابة لدفع اللاعبين نحو تحقيق الفوز أمام المنتخب المغربي القوي، وبالتالي لم يكن هناك أي عذر للتشكيلة الوطنية ما دام أن كل شيء كان متوفرا والجمهور الجزائري لبى نداء القلب وبأعداد أكثر مما كان يتصوره بن شيخة وأشباله قبل أسابيع من الآن. رايات الفرق الوطنية حاضرة بقوة الأمر الملاحظ أيضا في المدرجات هو رايات الفرق الوطنية التي كانت حاضرة بقوة، فقد شاهدنا رايات وداد مستغانم، إ.الحراش، م.سعيدة، م.وهران وأ.البرج ما يبيّن أن النوادي الجزائرية كلها توحدّت أمس من أجل هدف واحدة وهو تقديم المساندة المطلوبة ل “الخضر” للخروج بالنقاط الثلاث ولا شيء غير ذلك. 200 مناصر مغربي في المدرجات وراية “ڤرين بويز” للرجاء حاضرة بالنسبة إلى أنصار المنتخب المغربي، فقد وصل عددهم إلى حوالي 200 مناصر اختار لهم المنظمون مدرجات المنعرج التي تقع على يمين المنصة الشرفية مكانا لهم، إذ وبالرغم من قلة عددهم إلا أنهم لفتوا الانتباه بهتافاتهم وأعلام المغرب إضافة إلى راية عملاقة ل “إلترا الرجاء البيضاوي “ڤرين بويز” وقد تميزوا بالأغاني الخاصة الممجدة لمنتخب أسود الأطلس وظهروا قبل البداية متفائلين بقدرة رفقاء الشمّاخ على العودة إلى المغرب على الأقل بنتيجة التعادل. أهازيج: “الجزائر والمغرب خاوة خاوة هزت المدرجات” وما شدّ الانتباه من الأهازيج المنبعثة من المدرجات هو الروح الرياضية العالية التي سادت بين جماهير “الخضر” والأنصار المغاربة، من بينها أغاني: “الجزائر والمغرب خاوة خاوة”، فقد كان التجاوب بينهم واسعا والحقيقة أن أنصار المغرب لم يعترضهم أي مشكل قبل، أثناء وبعد نهاية المقابلة ولقيوا كل الترحاب من الجمهور الجزائري في شكل يؤكد بوضوح ثقافة الروح الرياضية وإكرام الضيوف التي يتمتع بها الجمهور الجزائري عكس ما كان يريد البعض بإلصاق تهم باطلة بالأنصار الجزائريين. منذ جوان 2004 لم تمتلئ مدرجات 19 ماي بهذه الكيفية العرس كان كبيرا في ملعب عنابة قبل بداية اللقاء بطله كان أنصار “الخضر” الذين غزوا مدرجات ملعب 19 ماي بأعداد قياسية. فمنذ جوان 2004 بمناسبة لقاء الجزائر وأنغولا لحساب تصفيات “مونديال” 2006 لم نر ملعب 19 ماي بعنابة ينفجر بهذه الأعداد الغفيرة من الجماهير المساندة لمنتخبنا الوطني.