نجحت جمعية الشلف في تحقيق فوز جديد في البطولة الوطنية على حساب الضيف اتحاد البليدة بنتيجة هدفين دون رد، وهو فوز مكّنها من رفع رصيدها إلى 40 نقطة متقدمة على أول الملاحقين وفاق سطيف بعشر نقاط، ليأتي هذا الفوز ليؤكد قدرة "الشلفاوة" على اكتساح منافسيهم بسهولة في ملعب بومزراڤ، فقد أجمع كثير ممن تتبعوا أطوار المباراة على أنّ "الشلفاوة" أصبحوا يملكون تشكيلة قادرة على التحكم في سير المباريات وقلب الموازين في أي لحظة بالنظر إلى خبرة اللاعبين الذين أكدوا قدرتهم على مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية إلى نهاية الموسم بفضل الإرادة القوية التي تحلوا بها خاصة في الشوط الثاني. فارق 10 نقاط عن أول الملاحقين هام جدا كما تأكد كثير من المتتبعين أنّ الجمعية بفوزها الأخير وتوسيع الفارق بينها وبين أول الملاحقين وفاق سطيف قطعت شوطا مهما نحو تسجيل إنجاز غير مسبوق وخطف أول لقب للبطولة في تاريخها، حيث أصبحت مرشحة للحفاظ على مركزها الريادي إلى آخر جولة من جولات البطولة شريطة أن يتحلى رفقاء مسعود في اللقاءات المتبقية بالإرادة نفسها التي تحلوا بها من قبل، فالمتأمل للمستوى الذي قدمه الفريق أمام اتحاد البليدة يتأكد أن الجمعية تملك تعدادا قويا بإمكانه قول كلمته أمام أي تشكيلة من تشكيلات الأندية الأخرى بكل سهولة. سيطرة بالطول والعرض وكما تابع الجميع فإنّ اللعب الرجولي الذي اعتمدته التشكيلة الشلفية في الشوط الثاني كان أحد أبرز العوامل التي ساعدتها على خطف نقاط المباراة أمام التشكيلة الشابة للبليدة، بعد أن فرضت منطقها في أرضية الميدان عندما ظهر لاعبو البليدة تائهين أمام الحملات الهجومية السريعة التي شنها سوڤار، مسعود وسوداني الذين لم يتركوا أي فرصة للبليدية لتطوير لعبهم أو حتى تنظيم صفوفهم فكان انتشارهم عشوائيا وحتى خطة لعبهم غير مفهومة على الإطلاق، وهو ما يدل على أن البليدة نجت من هزيمة ثقيلة لو عرف رفقاء سوداني كيف يستغلون الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم في الشوط الثاني فقط. غالم كان في يومه ومنح الأمان لزملائه ولا يمكن الحديث عن أداء لاعبي الجمعية دون الحديث عن الدور المعنوي المهم الذي لعبه الحارس غالم خصوصا في الشوط الأول عندما تدخل في مناسبتين وأعطى الثقة لبقية زملائه المدافعين، وعرف مرة أخرى كيف يحافظ على شباكه نظيفة ويؤكد أنّ الشلف نادرا ما تتلقى الأهداف عندما تلعب أمام أنصارها. دفاع من حديد وملولي يقوم بعمل كبير كما أنّ الخط الخلفي للجمعية ساهم في الحفاظ على نظافة الشباك حيث لم يشكل الهجوم البليدي أية خطورة تذكر على ملولي الذي تأقلم كثيرا مع طريقة لعب بقية الزملاء، حيث عاد إلى مستواه الحقيقي فضلا عن الظهير الأيسر زازو الذي يواصل اللعب بذكاء تطبيقا لتعليمات المدرب إيغيل بالإضافة إلى الظهير الأيمن سنوسي الذي قل نشاطه في الهجوم كثيرا خاصة بعد إجرائه العملية الجراحية لكنه عرف كيف يقوم بدوره الدفاعي. أداء لاعبي هذا الخط المتميز جعل دفاع الجمعية الأفضل في البطولة بتلقي الفريق 10 أهداف فقط منذ بداية الموسم منها هدفين بالشلف. زاوش الأفضل على الإطلاق "يتدرب في أوروبا ويلعب في الشلف" هذه العبارة هي لأحد الأوفياء قالها بعد وقوفه على طريقة اللعب المميزة للاعب زاوش التي فيها كثير من اللعب الأوروبي البسيط، فإضافة إلى قيامه بدور كبير في استرجاع الكرات يعمل دائما على تمرير الكرة للاعب المناسب قبل أن يعود سريعا إلى مكانته في الوسط، حيث موّل الهجوم بالكرات المهمة وكان وراء الهدفين وساعد كثيرا زملاءه في الدفاع، فالمتتبع للقاءات الأخيرة للجمعية يقف على المستوى المتميز والدور الكبير الذي أصبح يلعبه هذا اللاعب في وسط الميدان فاستحق أن يكون الأفضل على الإطلاق. عبد السلام بدأ يتسيّد وسط الميدان كما يمكن القول إنّ خط الوسط الذي تملكه الجمعية هذا الموسم هو نقطة قوة الفريق، إذ أضحى الفريق يملك أفضل لاعبي خط الوسط في البطولة واقتنع الجميع أول أمس بأن الفريق الذي يستحوذ على الكرة في وسط الميدان ويحسن لاعبوه الانتشار في هذه المنطقة الحساسة بإمكانه تحقيق الفوز بكل سهولة، الأمر الذي شاهده الجميع في الجمعية فإضافة إلى زاوش تسيّد المخضرم الشريف عبد السلام منطقة الوسط ولم يكتف بذلك فحسب بل راح في الكثير من المرات يرجع إلى الخلف لتغطية سنوسي على الجهة اليمنى تارة ومساعدة ثنائي المحور زاوي - ملولي تارة أخرى، وكان عبد السلام وزاوش بمثابة القاعدة التي كسرت غالبية محاولات الفريق الضيف. سوڤار لعب أفضل مباراة له منذ بداية الموسم أما بالنسبة ل سوڤار فقد أدّى أمام اتحاد البليدة إحدى أجمل مبارياته هذا الموسم وأغلب الكرات الخطيرة كانت من نصيبه، وهو ما يدل على أنه أصبح القوة الضاربة في هجوم الجمعية وسيشكل رفقة مسعود وسوداني الهجوم الناري الذي يحلم به الأنصار في المباريات القادمة وكل المؤشرات أصبحت توحي بأن المدرب إيغيل تمكن من إيجاد حل لمشكل غياب الفاعلية عند المهاجمين، بدليل أن الفريق تمكن من تسجيل سبعة أهداف في اللقاءات الثلاثة الأخيرة كان ل سوڤار هدف واحد منها وساهم في صناعة ثلاثة أهداف أخرى. إيغيل عرف كيف يحفّز لاعبيه بين الشوطين من جانب آخر، وبعد أن تراجع أداء لاعبي الجمعية في الشوط الأول ظهرت مرة أخرى خبرة المدرب إيغيل الذي رغم إبقائه على التشكيلة نفسها إلا انه عرف كيف يحفّز لاعبيه أكثر ويدفعهم للثقة بأنفسهم، فكانت لمسته ظاهرة للعيان وكأنّ الفريق الذي لعب الشوط الأول ليس هو الفريق الذي باشر اللعب في الشوط الثاني، فاستطاعت الجمعية أن تفتح مجال التهديف ثم تضاعف النتيجة وكان بإمكان رفقاء سوداني تسجيل أهداف أخرى لولا التسرع. ============ إيغيل: "حققنا فوزا هاما رغم الصعوبات التي صادفناها في الشوط الأول" أكد المدرب مزيان إيغيل أنّ المباراة الأخيرة لفريقه أمام اتحاد البليدة كانت صعبة للغاية خاصة أنّ فريقه لعب مباراة صعبة خارج قواعده قبل ثلاثة أيام أمام اتحاد الحراش، وحتى الفوز الذي حققه الفريق في تلك المباراة كان له تأثير سلبي على أداء بعض اللاعبين الذين تسرّب إليهم الغرور فاعتقدوا في بداية الأمر أن المهمة أمام اتحاد البليدة لن تكون صعبة على الإطلاق وأنّ الفوز بالمباراة سيكون سهلا وبنتيجة ثقيلة، موضحا ذلك في قوله: "صحيح أنني راض بمستوى اللاعبين والنتيجة التي انتهت عليها المباراة، لكن يجب أن نعترف بأننا كدنا ندفع ثمن تهاوننا في الشوط الأول وحتى لاعبي الفريق المنافس تفاجؤا بأدائنا المتواضع وراحوا يفرضون منطقهم مع مرور الوقت، لكن استجابة اللاعبين للإرشادات المقدمة لهم بين الشوطين أتت ثمارها وتمكنا من الوصول إلى التسجيل وكنا قادرين على تسجيل أكثر من هدفين". "لعبنا بخطة هجومية من البداية لكن لم نوفّق حتى الشوط الثاني" وأضاف المدرب إيغيل قائلا في السياق نفسه: "يعتقد البعض أننا لعبنا بخطتين مختلفتين في المباراة لأن المستوى الذي ظهر به اللاعبون في الشوط الأول مغاير تماما لمستوى الشوط الثاني، لكننا اعتمدنا على خطة لعب واحدة أين اعتمدنا على تدعيم الخط الأمامي أكثر بغرض فتح مجال التهديف من البداية، لكن التجمع القياسي للاعبي البليدة حول حارسهم جعلنا نفشل في ذلك، لكن على الأنصار أن يتفهموا وضعية اللاعبين الذين لعبوا مباراتين كبيرتين في ظرف ثلاثة أيام، غير أنّ في الشوط الثاني استعاد الجميع ثقتهم بأنفسهم وأدوا شوطا جميلا وسجلوا فيه هدفين". "يجب لعب اللقاءات القادمة بجدية لتحقيق نتائج إيجابية أخرى" ورغم أنّ الجميع يظنون أنّ الجمعية بتحقيقها لأربعة انتصارات متتالية ضمنت التتويج بلقب البطولة إلا أن المدرب إيغيل يفضّل التحفظ وله رأي آخر في هذه النقطة، حيث أكد أنه طالما لم تلعب اللقاءات القادمة فالحديث عن اللقب سابق لأوانه، وقال: "مازالت هناك 12 مباراة في اللعب ولا أحد فينا يعلم ما يمكن أن يحققه الفريق من نتائج في هذه اللقاءات، أنا في مثل هذه الحالات أقول إننا نعمل على تسيير اللقاءات واحدا بواحد، يجب عدم الاكتفاء بما حققناه لحد الآن، صحيح أننا نتواجد في ريادة الترتيب وبعيدا عن أول الملاحقين بعشر نقاط لكن كل شيء سيتقرر مع مرور الجولات والاقتراب من نهاية الموسم، أتمنى أن يواصل اللاعبون الظهور بالمستوى ذاته في المباريات المقبلة". "اللقاءات القادمة لن تكون سهلة على الإطلاق" وأضاف إيغيل موضحا: "من المنتظر أن نلاقي صعوبات كبيرة في الخرجات المقبلة فالجمعية أصبحت مستهدفة من الجميع والكل يريد أن يقيس مقدار قوته على حسابنا، لهذا فحتى اللقاءات التي سنلعبها أمام أنصارنا لن تكون سهلة مثلما يتصوّر البعض، أضف إلى ذلك أننا سندخل مرحلة الحسابات فإذا لم نكن في مواجهة فريق من فرق المقدمة سنكون أمام فريق يسعى إلى تحقيق نتيجة إيجابية لتفادي السقوط، لذلك علينا فقط أن نعرف كيف نسيّر لقاءاتنا ونتفادى بأية وسيلة التأثر بالعوامل الجانبية". "سنواصل اللعب بطريقتنا ولن نُحدث تغييرات كثيرة" أما عن الطريقة التي سيعتمد عليها في الخرجات القادمة التي تنتظر فريقه فقد أكد إيغيل أنه سيواصل اللعب بالطريقة التي لعب بها اللقاءات السابقة والتي مكنت الفريق من تحقيق نتائج إيجابية فاقت كامل التوقعات، وأضاف: "لن نكتفي بالدفاع فقط عن منطقتنا بل سنهاجم وسنحاول التسجيل". ------------------- الشلفاوة يتمنون أن لا تسقط البليدة مباشرة بعد تمكن الهداف سوداني من الوصول إلى تسجيل الإصابة الثانية للجمعية راح أنصار الجمعية يساندون لاعبي البليدة ويؤكدون العلاقة الطيبة بين الفريقين، ومن بين العبارات التي رددوها مطولا: "الجمعية شومبيوني والبليدة ما تطيحشي". طريقة تعامل الشلفاوة مع الفريق الضيف تؤكد الروح الرياضية الكبيرة لهم وهو ما استحسنه كثيرًا لاعبو البليدة. إيغيل لم يشأ المغامرة بسوداني خمس دقائق فقط بعد تسجل الهداف سوداني للهدف الثاني في المباراة كانت كافية للمدرب إيغيل كي يخرج الهداف ويشرك مكانه جديات، وهذا لأجل تفادي تفاقم الإصابة التي يعاني منها اللاعب على مستوى العضلة المقربة بسبب الإرهاق الشديد وكثرة المنافسة. سوداني: "إيغيل فضّل إخراجي بسبب إصابتي الخفيفة" بعد نهاية المباراة عبر الهداف سوداني عن سعادته الكبيرة بهذا الفوز الجديد الذي حققه فريقه أمام الضيف اتحاد البليدة، وكذا بالهدف الجديد الذي أضافه إلى رصيده حيث يواصل العزف على انفراد في ريادة ترتيب الهدافين برصيد 12 هدفا متقدما عن منافسيه بورڤبة و"نجونغ" بثلاثة أهداف كاملة، حيث صرح قائلا: "أنا سعيد جدا ليس لأنني سجّلت هدفا جديدا فحسب بل لأن الفريق تمكن من تحقيق نتيجة إيجابية جديدة أضفنا بفضلها إلى رصيدنا ثلاث نقاط جديدة، وهو الفوز الذي يدفعنا للعمل أكثر والبحث عن مزيد من التألق في الخرجات المقبلة، أما عن سبب إخراجي قبل نهاية المباراة بربع ساعة فيعود الى معاناتي من إصابة خفيفة على مستوى العضلة المقربة نتيجة المجهودات الجبارة التي أصبحت أقوم بها في الفترة الأخيرة". تغييرات إيغيل تبقى غير مفهومة بعد أن كان في بداية الموسم لا يفضل إحداث التغييرات على الإطلاق حيث كان عادة يكتفي بإحداث تغيير واحد أو تغييرين في الأنفاس الأخيرة من اللقاءات، أصبح في اللقاءات الأخيرة يحدث بعض التغييرات لأجل إرضاء بعض اللاعبين، وإلا كيف نفسر إشراك بن طوشة مكان سنوسي وتحويل غربي إلى الجهة اليمنى من الدفاع قبل إخراجه بدقيقتين فقط، وإشراك لاعب الوسط محمد رابح مكانه. الأنصار لامو بن شيخة بسبب الهداف سوداني بعد أن تمكن من تسجيل الهدف الثاني لفريقه تأكد أنصار الجمعية أن مكانة سوداني مع الخضر لا نقاش فيها، حيث بدأوا ترديد شعارات تنتقد المدرب بن شيخة وتطالبه بضرورة توجيه الدعوة لهداف البطولة والجمعية لأجل فك شفرة الهجوم التي يعانيها المنتخب منذ فترة طويلة. العودة إلى التدريبات مساء الثلاثاء القادم مباشرة بعد نهاية مباراة البليدة استفاد لاعبو الجمعية من راحة ثلاثة أيام منحها لهم المدرب إيغيل ليسترجعوا لياقتهم البدنية بعد المجهودات الكبيرة التي بذلوها في الخرجتين الأخيرتين أمام الحراش والبليدة في ظرف أربعة أيام فقط، على أن يعود الجميع إلى أجواء التحضيرات بداية من مساء الثلاثاء القادم استعدادا للبرنامج المكثف الذي ينتظر الجمعية إلى غاية نهاية الموسم، حيث ينتظر الفريق خرجة مهمة إلى شرق البلاد عندما يلاقي الفريق مولودية العلمة برسم الجولة الرابعة من لقاءات مرحلة الإياب. مدوار سيكافئ لاعبيه هذا الأسبوع أكد الرئيس مدوار لأحد مقربيه أنه ليس من السهل على أي فريق أن يحقق كامل هذه النتائج الإيجابية رغم البرمجة الجهنمية، لكن الإرادة الكبيرة للاعبيه والعمل الجبار الذي أصبحوا يقومون به في التدريبات سمح لهم بحصد عدد قياسي من النقاط مكنتهم من التربع على كرسي الريادة والابتعاد عن أول الملاحقين وفاق سطيف بعشر نقاط كاملة. وعلى هذا الأساس قرر الرئيس مدوار أن يكافئ لاعبيه عرفانا منه بمجهوداتهم التي بذلوها في المواجهات الأخيرة بمنحهم جميع العلاوات والمستحقات التي يدينون بها في غضون هذا الأسبوع، وهذا لأجل تشجيعهم على مواصلة المشوار بالعزيمة نفسها. الشلف تلعب آخر مباراة لها على الساعة السادسة مساء علمت "الهداف" من مصادرها جد العليمة أن قسم البرمجة التابع للرابطة الوطنية سيحدث تغييرا بخصوص موعد انطلاق اللقاءات الخاص بالفترة الربيعية، حيث كانت مباراة البليدة الأخيرة التي يلعبها الفريق على الساعة السادسة، لتكون المباراة القادمة للفريق أمام شبيبة القبائل بداية من الساعة السابعة مساء.