طرحت النتائج السلبية الأخيرة التي حققتها المولودية في الآونة الأخيرة العديد من علامات الاستفهام، خاصة أن هذه النتاج كان سببها الأول والأخير نقص الفعالية الهجومية ومشكل اللمسة الأخيرة الذي أرق المدرب روابح، فالمتتبع لكل المباريات الأخيرة التي لعبت بعد مواجهة تلمسان، يلاحظ جليا أن المولودية أدت مباريات في المستوى ولعبت بطريقة نالت إعجاب كل من تابع تلك المباريات، وهو الأمر الذي يدعو للغرابة، لأن الأداء الجيد للمولودية رافقه نقص كبير في الفعالية الهجومية لدرجة أن لاعبي الأمسياس سجلوا هدفا واحدا فقط في خمس مباريات كاملة، والأكثر من ذلك أنهم ضيعوا فرصا سانحة للتسجيل لا تعد ولا تحصى. التشكيلة أصبحت عاجزة عن التهديف ولعل ما زاد من الغرابة فيما يحصل في صفوف التشكيلة خلال الفترة الأخيرة، هو أن العقم الهجومي لم يمس فقط مهاجمي المولودية، بل وصل الأمر لبقية اللاعبين، ففي المواجهة الأخيرة شاهدنا أن عددا من لاعبي الوسط وحتى الدفاع لم يستطيعوا هز شباك منافسهم رغم الفرصة السهلة التي كانت في متناولهم، وهو ما يؤكد بأن العدوى انتقلت إلى التشكيلة ككل، لذلك سيكون المدرب توفيق روابح خلال الفترة القادمة أمام مهمة صعبة للغاية، إذ سيعمل في المقام الأول على رفع معنويات اللاعبين وإزالة مركب الخوف الذي يعاني منه اللاعبون. عمل نفسي كبير في انتظار الطاقم الفني والإداري بعد الهزيمة الأخيرة أمام الحراش جاءت فترة توقف البطولة في وقتها، حيث سيكون بإمكان المدرب توفيق روابح تركيز كل جهوده من أجل إعادة الروح للتشكيلة التي انهارت معنوياتها بشكل كبير بعد أن ضيعت حلم كل أنصار الفريق بضمان مركز مشرّف يضمن المنافسة الخارجية الموسم القادم، لذلك سيكون أمام روابح عمل نفسي كبير حتى يعيد المياه لمجاريها وحتى يضمن تركيز اللاعبين فيما تبقى من مشوار للتحضير للمباريات القادمة، خاصة للقاء البليدة الذي يعتبر مفتاح ضمان البقاء وسيحتاج دون شك إلى تحضير خاص سواء من الناحية النفسية وحتى البدنية والتكتيكية. المهاجمون يتحمّلون جزءا من المسؤولية بسبب أنانيتهم أصبح عقم الخط الأمامي يشكل هاجسا كبيرا لمدرب المولودية توفيق روابح، إذ عجز مهاجمو المولودية عن تسجيل الأهداف خلال المباريات السابقة، وذلك بعد أن كانت القاطرة الأمامية تمثل القوة الضاربة للمولودية، والسبب في العقم الحاصل هو أن المهاجمين تمادوا خلال المباريات السابقة في تضييع الفرص السانحة بسبب أنانيتهم المفرطة ورغبتهم في التسجيل، وكذا اعتمادهم على اللعب الفردي وهي كلها أمور لم نعهدها في تشكيلة المولودية خلال مرحلة الذهاب، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام ويستدعي عملا كبيرا من طرف المدرب روابح حتى يعيد الحيوية لمهاجمي الأمسياس. العدوى أصابت الجميع وليس المهاجمين فحسب والغريب أن العدوى التي أصابت ثلاثي الخط الأمامي مادوني وشرايطية وعكوش وصلت لبقية اللاعبين، إذ اتضح جليا خلال المباريات السابقة أن بقية اللاعبين بمن في ذلك لاعبو الوسط والدفاع تمادوا في تضييع الفرص السانحة، الأمر الذي جعلهم يضيّعون نقاطا بالجملة، فما حصل في مواجهات بجايةوسطيف والحراش جعل الجميع يدق ناقوس الخطر، ويتخوف أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه وأن يتواصل العقم الهجومي في المباريات القادمة. خليل لم يتأقلم بعد مع الأرضيات الاصطناعية لعب المهاجم الغيني إبراهيم خليل سيلا أساسيا في مواجهة الحراش الأخيرة ورغم أنه أدى ما عليه، إلا أنه ضيّع هو الآخر العديد من الفرص السانحة للتسجيل، وحسب الطاقم الفني فإن سبب ذلك يعود إلى الأرضية الاصطناعية التي أعاقت خليل كثيرا، فاللاعب لم يتأقلم بعد مع “الطارطون“ بدليل أنه ظهر بمستوى متذبذب خلال المواجهتين الأخيرتين، ففي اللقاء الذي لعب بملعب 13 أفريل أمام الوفاق ظهر خليل بمستوى ممتاز، بينما تراجع مستواه بشكل كبير خلال المواجهة الأخيرة أمام الحراش الأمر الذي يؤكد بأن اللاعب سيكون بحاجة للمزيد من الوقت حتى يتأقلم مع العشب الاصطناعي. المولودية تفتقد لخدمات حديوش بدا واضحا خلال المباريات السابقة أن المولودية افتقدت كثيرا لمهاجمها حدويش الذي أنهى الموسم مبكرا بسبب نحس الإصابة، إذ برزت مكانة هذا اللاعب بشكل قوي بدليل أن المولودية كانت بحاجة إلى السرعة وكيفية التعامل مع الكرة داخل المنطقة، وهو الأمر الذي يعد الميزات التي يتمتع بها هداف الفريق السابق حديوش، ومن جهة أخرى تراجع وسط الميدان بشكل رهيب خلال مرحلة الإياب وذلك بسبب غياب صانع الألعاب طواولة الذي ترك فراغا رهيبا في صفوف التشكيلة. روابح: “لقاء الحراش صورة طبق الأصل للمباريات السابقة” في تدخل له عبر أمواج إذاعة سعيدة تحدث المدرب توفيق روابح عن مواجهة الحراش الأخيرة وعن المواجهات السابقة فبدا مستاء جدا من الفرص السانحة التي ضيّعها اللاعبون والتي كانت كافية لتحقق بها الأمسياس هدفها المسطر هذا الموسم، فأكد قائلا: “يعجز اللسان عن وصف ما حصل للفريق في المدة الأخيرة، لم نفهم ما يحصل حتى الآن، هناك اختلاف بين مردود الفريق وأداءه وبين الفعالية التي كانت ولا تزال غائبة حتى الآن، أداء الفريق كان جيدا خلال المواجهات السابقة لكن الحس التهديفي كان غائبا، مواجهة الحراش كانت صورة طبق الأصل لبقية المواجهات الأخيرة كلقاء شبيبة بجاية ووفاق سطيف“. “الفريق يعاني من عقدة اسمها عدم التهديف” واعترف المدرب روابح بصعوبة بما تعانيه المولودية من مشاكل في الفترة الأخيرة، وأشار أن اللاعبين أصابتهم عقدة اسمها نقص الفعالية فقال: “الأمور صعبة جدا، الفريق أصبح يعاني من نقص كبير في الفعالية، يمكن القول أن التشكيلة أصبحت تعاني من عقدة اسمها نقص الفعالية، نتمنى أن يخرج الفريق من هذه المرحلة بسرعة ويعود لسكة الانتصارات والنتائج الايجابية“. “لا يمكننا أن نتحجج بتأثير الغائبين عن اللقاء“ وعن تأثير اللاعبين الغائبين على مستوى الفريق أكد المدرب روابح أنه لا يريد أن يتحجج بالغيابات، وأن مجريات اللقاء الأخير أمام الحراش أكدت أنها لم تؤثر على سير المباريات السابقة، كما أكد روابح قائلا: “إذا ما عدنا وتتبعنا سير المباريات السابقة، يمكن القول أنه لا حجة لنا في ما يخص الغيابات التي نعاينها، لأن الفريق الذي كان متواجدا فوق أرضية الميدان أمام الحراش أدى مقابلة جيدة ولعب بطريقة ممتازة، المشكل الوحيد كما قلنا هو أننا لم نتمكن من تجسيد السيطرة ولم نستطع الوصول إلى مرمى المنافس، النقطة السلبية الوحيدة هي أن التهديف كان غائبا، وفي ما يخص الغيابات فقد تعودنا عليها كثيرا لدرجة أن تأثيرها لم يعد له مفعول كبير على أداء التشكيلة“. “غياب الفعالية لا يخص المهاجمين بل كل اللاعبين“ وواصل المدرب روابح حديثه عن مشكلة نقص الفعالية فأكد قائلا: “المشكل الأخير الذي ظهر في الفترة الأخيرة، هو أن غياب الفعالية لا يخص لاعبي الهجوم فحسب، بل امتد الأمر حتى الى بقية اللاعبين، ولاحظنا هذا الأمر جليا في المباريات الأخيرة سواء أمام وفاق سطيف أو حتى في اللقاء الأخير أمام اتحاد الحراش، فلاعبو وسط الميدان وحتى المدافعين ضيعوا فرصا سانحة للتهديف، إذن هذا المشكل يخص الفريق ككل وليس المهاجمين، لذلك يجب على الجميع أن يبحث عن الواقعية وأن يفرض الشخصية التي تمكنه من فرض نفسه وأن يتمكن من تسجيل الأهداف في المباريات القادمة. “البرمجة ستصعب من مأموريتنا لكن لا حل لنا سوى التكيف معها“ بعد ذلك تحدث المدرب روابح عن البرمجة الجديدة التي فرضتها الرابطة الوطنية، فأكد أن البرمجة الجديدة تطرح علامات استفهام كبيرة بسبب الفترات المتذبذبة للمنافسة فقال: “البرمجة أصبحت تطرح علامات استفهام محيّرة، فعندما تلعب 3 مباريات في ظرف أسابيع ثم تركن للراحة لمدة 15 يوما بعيدا عن النافسة، فهذا الأمر يصعب من دون شك من مأمورية الفريق الذي يعاني من عدم استقرار على مستوى التحضيرات أو حتى المنافسة، لكن رغم كل شيء ما علينا سوى التكيف مع هذه البرمجة، سنحاول خلال الفترة القادمة أن نحضّر كما ينبغي للقاء القادم أمام اتحاد البليدة“.