أحدثت مولودية باتنة مفاجأة من العيار الثقيل بعد الفوز الهام الذي عادت به من العلمة على حساب المولودية المحلية بفضل الهدف المبكر الذي أمضاه المهاجم الكاميروني لومان والذي تم الحفاظ عليه إلى غاية نهاية الوقت الرسمي، وقد خلف فوز أول أمس الكثير من علامات الارتياح وسط محبي اللونين الأبيض والأسود الذين تنفسوا الصعداء نسبيا وودّعوا عهد الإخفاقات المتتالية التي أخلطت حساباتهم وجعلت فريقهم أوّل المهدّدين بمغادرة القسم الأول، قبل أن تحصل مستجدات إيجابية على هامش خرجة العلمة التي من شانها أن تُبقي على بصيص أمل من المرشح أن يكبر تدريجيا إذا تضافرت جهود الجميع في سبيل تحقيق حلم البقاء في نهاية المطاف. لومان خالف التوقعات والدفاع حافظ على المكسب ومن الأمور الإيجابية التي ميزت اللقاء هي الانطلاقة السريعة من جانب أبناء الأوراس الذين وصلوا إلى مرمى الحارس صحراوي بعد مضي 6 دقائق فقط بفضل المهاجم لومان الذي عرف كيف يستغل التراخي الحاصل في دفاع المحليين ويسكن الكرة في الشباك واضعا فريقه في الصورة منذ البداية، وهو المكسب الذي عمل الدفاع الباتني على عدم تضييعه بقيادة الحراس طوال الذي وصفه الكثيرون بأنه كان رجل المقابلة دون منازع بالنظر إلى دخوله الموفق في أول مشاركة وتدخلاته الناجحة التي فوّتت على المحليين فرصة معادلة النتيجة في أكثر من مناسبة، كما سمحت بتحفيز رفقائه على مواصلة اللعب بأكثر راحة بالنظر إلى قلة الأخطاء الحاصلة وهدوء الأعصاب التي مهدت الطريق للعودة ب 3 نقاط من ذهب. اللاعبون أوفوا بالوعد وأنهوا 6 أشهر من الأزمة وجاءت النتيجة الإيجابية الأخيرة موازاة مع رغبة اللاعبين في التغلّب على الأزمة التي مروا بها لمدة نصف عام بعد افتقاد الفريق نكهة الانتصارات التي أفقدت التوازن ووضعت النادي في المرتبة الأخيرة بمرور الجولات، حيث يأتي الفوز المحقّق في العلمة من باب رد الاعتبار لأبناء الأوراس الذين دخلوا أزمة النتائج الفنية خلال لقاء الذهاب وأمام الفريق ذاته بعد الهدف الذي أمضاه مونڤولو آنذاك، حيث جاءت استفاقة المولودية الباتنية في وقت يتطلع أبناء لطرش لضمان مسيرة جديدة تعيد الأمل في رهان البقاء والحفاظ على الحظوظ المتاحة إلى آخر لحظة من عمر البطولة. الاستفاقة من خارج القواعد أكبر محفّز للاعبين ومن الجوانب المهمة في نظر بعض المتتبعين هو أن استفاقة المولودية فيها العديد من المؤشرات المشجعة خاصة أنها حصلت خارج القواعد وأمام فريق يبحث هو الآخر عن نفسه جراء فترة الفراغ التي دخل فيها منذ نهاية مرحلة الذهاب، حيث عرف «الباتنية» كيف يستثمرون هذه المسألة من موقع جيد ويؤكدوا بشكل مباشر على قدرتهم في محو النكسات السابقة التي وضعت الفريق على الهامش بسبب الضرر المعنوي الناتج عن عقدة النتائج السلبية التي عجز المدربون الذين تداولوا على العارضة الفنية عن فك طلاسمها بالشكل المناسب. مغادرة المرتبة الأخيرة يخفّف العبء عن اللاعبين وعلى ضوء إفرازات جولة نهاية الأسبوع الماضي التي خدمت المولودية بنسبة كبيرة بعد تعثّر النصرية والخروب في ميدانيهما فإن الكثيرين يرون أن المولودية أحسنت استغلال الفرصة من أجل توديع المرتبة الأخيرة التي لازمتها في أغلب جولات هذا الموسم، وهو ما يُحرّر اللاعبين من الناحية المعنوية ويخفّف عنهم الضغط الذي لازمهم طول هذه المدة كما من شأنه أن يسهل مهمة الطاقم الفني في سبيل مواصلة العمل بالوتيرة نفسها قصد التأكيد في المواعيد المقبلة التي تتصدرها مواجهة نهاية هذا الأسبوع أمام جمعية الخروب التي يراهن الجميع عليها من أجل تجسيد الانطلاقة والابتعاد عن سيناريو الإخفاقات السابقة التي أوصلت المولودية إلى هذه الوضعية الحرجة. زدام: «ودّعنا المرتبة الأخيرة ولن نعود إليها» أشاد المسير زدام بالفوز الذي عاد به فريقه من العلمة معتبرا أن هذا الانجاز أفضل رد للمشككين الذين ذهبوا إلى حد سقوط «البوبية» قبل الأوان، كما نوّه بالإرادة القوية التي تحلى بها اللاعبون طيلة التسعين دقيقة خاصة أنّ صعوبة اللقاء لم تمنعهم من الصمود بغية الحفاظ على هدف السبق الذي كلّل بالنقاط الثلاث التي يعتبرها فأل خير من أجل إنهاء الأزمة التي مر بها فريقه، وأكد في الوقت نفسه أنّ مولودية باتنة ودّعت المرتبة الأخيرة ولن تعود إليها مستقبلا بحكم أن الرهان الآن سيكون منصبا على الهروب تدريجيا من منطقة الخطر ما يجعل الجميع مطالب بالتجنّد واستغلال الجولات المقبلة من أجل تشريف النادي وإعادة الهيبة التي فقدها لعدة جولات، وألح على حتمية التحلّي بالتفاؤل مهما كانت صعوبة المأمورية لأنّ الذي لا يتفاءل عليه بالانسحاب بدلا من مواصلة المشوار. ----------- ثالث هدف ل «لومان» مع المولودية فتح المهاجم الكامروني «لومان» شهيته التهديفية خلال مرحلة العودة، مدعما رصيده الشخصي بثالث هدف له منذ انطلاق البطولة بعد الهدفين اللذين أمضاهما في مرمى اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، في حين ساهم الهدف الذي سجله أول أمس أمام فريقه السابق في عودة رفقائه بفوز ثمين من العلمة هو الأول خارج القواعد والثاني في بطولة هذا الموسم. دخول لطرش منح الحيوية دشن المهاجم الشاب لطرش أول مشاركة له بألوان مولودية باتنة تزامنا مع تأهيله الفعلي بحر الأسبوع المنصرم، حيث أقحمه الجهاز الفني أساسيا خلال النصف الأول من اللقاء وأضفى الكثير من الحيوية على مستوى الوسط والهجوم، قبل أن يترك مكانه للبديل زياد بالنظر إلى معاناته من نقص في اللياقة التنافسية، في انتظار أن يستعيد إمكاناته مع مرور الجولات. طوال يتلقى الاعتراف من الجميع كان المردود الذي قدمه الحارس طوال محل اعتراف أسرة المولودية وزملائه اللاعبين الذين أشادوا كثيرا بتدخلاته الموفقة التي ساهمت في الحفاظ على المكسب المحقق بعد الهدف المبكر من المهاجم «لومان»، حيث عرف كيف يستغل فرصة إقحامه أساسيا لأول مرة منذ بداية المرحلة الثانية وبرهن على صحة إمكاناته وقدرته على فرض نفسه أساسيا رغم الخبرة التي يتمتع بها زميله بن فيسة الذي خلّف غيابه عن التدريبات الأسبوع المنصرم لجوء المدرب لطرش إلى خيار طوال القادم من اتحاد البليدة. سادس نقطة من خارج القواعد إذا كان الفوز الذي عادت به العناصر الباتنية من العلمة يعد الأول من نوعه خارج القواعد والثاني هذا الموسم، إلا أنه في المقابل ساهم في إثراء الرصيد المحقق خارج القواعد والذي وصل إجمالا إلى 6 نقاط إذا احتسبنا التعادلات المسجلة في بجاية، الخروب وفي اللقاء المحلي أمام شباب باتنة، وهي حصيلة مقبولة لو تم إثراؤها في اللقاءات التي لعبت في مركب 1 نوفمبر والتي كانت بعيدة في مجملها عن تطلعات محبي النادي. زدام «سلكلهم» الشواء في حمام «السخنة» كان المسير الحاج زدام من ضمن الأطراف التي فرحت كثيرا بالفوز الثمين الذي عاد به رفقاء «لومان» من العلمة، حيث صنع أجواء من الحيوية داخل غرف الملابس قبل أن يتكفل بوجبة العشاء في نواحي حمام «السخنة» التي طغى عليها الشواء مكافأة له للاعبين على اللعب الرجولي الذي تحلوا به وأثمر ب 3 نقاط تنسيهم الأزمة التي مر بها الفريق خلال الأشهر الأخيرة. بوجليدة قدم اعتذاره لبيطام رغم السلوك غير الرياضي الذي صدر من مدافع العلمة بوجليدة خلال الدقائق الأخيرة من اللقاء حين اعتدى على لاعب المولودية بيطام ما عرّضه إلى الطرد من طرف الحكم بوهني، إلا أن ذلك لم يمنع ابن العلمة من تقديم اعتذاره للمسيرين واللاعب نفسه بعد نهاية اللقاء، مفضّلا التوجه إلى حافلة «البوبية» لتأكيد حسن نواياه وتبرير ما صدر منه في لحظة قلق، وهو الاعتذار الذي قبله القائمون على المولودية الباتنية خاصة وأن ما حدث أمر طبيعي بالنظر إلى توتر الأعصاب وحاجة كل لاعب إلى فوز فريقه. المسيرون يشيدون بحفاوة استقبال إدارة العلمة نوّه مسيرو المولودية بحفاوة الاستقبال الذي خصص لهم من قبل إدارة مولودية العلمة، فرغم أهمية اللقاء وتوتر العلاقة بين الفريقين خلال المواسم القليلة الماضية إلا أن ذلك لم يمنع المسؤول الأول بوذن ونائب الرئيسي حيرش من الترحيب بأبناء الأوراس منذ وصولهم إلى ملعب مسعود زوغار، بدليل أن اللقاء جرى في ظروف مقبولة حتى أن الجمهور العلمي لم يتوان في التصفيق لرفقاء رزيوق بعد نهاية اللقاء مقابل إلقاء اللوم على لاعبي فريقهم. التشكيلة تعود إلى التدريبات مساء اليوم منح المدرب لطرش راحة يوم ونصف اليوم للاعبيه مباشرة بعد نهاية مباراة أول أمس حتى يتسنى لهم استرجاع أنفاسهم مؤقتا، في الوقت الذي تقرر أن يعود أصحاب اللونين الأبيض والأسود إلى أجواء التحضير مساء اليوم على هامش حصة الاستئناف التي سيحتضنها ملعب عبد اللطيف الشاوي في حدود الساعة الرابعة.