قال شيخنا أبو بكر جابر الجزائري الحقيقة الثالثة : استئثار آل البيت وشيعتهم دون المسلمين بآيات الأنبياء كالحجر والعصا، يشهد لهذه الحقيقة ويثبتها ما أورده صاحب الكافي بقوله : عن أبي بصير عن جعفر قال: خرج أمير المؤمنين في ليلة مظلمة وهو يقول: همهمة، همهمة، وليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان، وعصا موسى!!. وأورد أيضا قوله في ج1 كتاب الحجة ص227، عن أبي حمزة عن أبي عبد الله، قال سمعته يقول ألواح موسى عندنا وعصا موسى عندنا، ونحن ورثة النبيين !!. وبعد أيها الشيعي، إن هذا المعتقد في الحقيقة بالذات يلزمك أمورا في غاية الفساد والقبح، ولا يمكنك وأنت العاقل إلا أن تبرأ منها ولا تعترف بها، وهي: 1- تكذيب علي رضي الله عنه في قوله: وقد سئل: هل خصكم رسول الله صلي الله عليه وسلم، آل البيت بشيء ؟ فقال : لا. إلا ما كان في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة مكتوب فيها أمور أربع، ذكرها أهل الحديث كالبخاري ومسلم. 2- الكذب عليه رضي الله عنه بنسبة هذا القول إليه 3- الازدراء من نفس صاحب هذا المعتقد والدلالة القاطعة علي تفاهة فهمه، ونقصان عقله وعدم احترامه لنفسه، إذ لو قيل له : أين الخاتم وأين العصا، وأين الألواح مثلا ؟ لما حار جوابا، ولما استطاع أن يأتي بشيء من ذلك، وبه يتبين كذب القصة من أولها إلى آخرها، وأوضح من ذلك : فإنه قد يقال لو كان ما قيل حقا لم لا يستخدم آل البيت هذه الآيات كالعصا والخاتم في تدمير أعدائهم والقضاء عليهم، وهم قد تعرضوا لكثير من الشر قبلهم؟! 4- إن الهدف من هذا الكذب المرذول هو إثبات هداية الشيعة وضلال من عداهم من المسلمين، والقصد من وراء ذلك الإبقاء علي المذهب الشيعي ذا كيان مستقل عن جسم الأمة الإسلامية، ليتحقق لرؤساء الطائفة، ولمن وراءهم من ذوي النيات الفاسدة والأطماع الخبيثة ما يريدونه من العيش على حساب هدم الإسلام وتمزيق شمل المسلمين، وإذا كان هذا المعتقد يحقق مثل هذا الفساد والشر فبئس من معتقد هو، وبئس من يعتقده، أو يرضى به. رد الشيعي حسن عبد الله: أقول : الحق أنه لا يوجد مانع عقلي أو شرعي يمنع من استئثار أهل البيت بموارث الأنبياء بعد ثوب كونهم أئمة، فقد تكون هذه المواريث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقلت إلى علي بن أبي طالب بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وانتقلت بعد علي إلى الحسن، فيورثها كل إمام إلى الإمام الذي يأتي بعده. نعم فليس من المستحيل ولاشيء يدعو للغرابة أو يمنع من أن يكون عند الأئمة خاتم سليمان وعصا موسى وأن يكونوا ورثة الأنبياء، فهم المصطفون من الله سبحانه وتعالى من بين سائر الخلق، كما اصطفى إمامهم ومعلمهم ومربيهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، فهم ورثة النبيين حقا وصدقا، وهم علماء هذه الأمة وصديقوها وشهداؤها. ثم أنه ليس ما ورد في الروايتين اللتين أشار إليهما مما يلزم الاعتقاد به، ولا يوجد واحد من علماء الشيعة يقول بذلك .. فليس هذا من العقائد التي يسأل عنها العبد يوم القيامة، نعم إذا ورد مثل ذلك في الرّوايات المروية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أئمة أهل البيت، فلا يسع حينها المسلم تكذيبها وردّها، وحتى لو ورد ذلك أيضاً من طرق ضعيفة فما لم يوجد مانع يمنع من قبول ذلك والقول به، فلا يصح الجزم بكون ذلك كذبا على الرسول صلى الله عليه وسلم أو على الأئمة. وقد روي من طرق أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا علي أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي وحبيب قلبي ووصيي ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي، وعلي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان، وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة ومودة عبادة). وقال العلامة الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة: (وفي المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي، وحبيب قلبي ووصيي ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء … الخ) وكذلك لا يستلزم من القول بأن الأئمة عندهم شيءٌ مختصات الأنبياء عليهم السلام، أي لازم من اللوازم التي ذكرها فصاحبنا ذكر أربعة من اللوازم، الثالث والرابع منهما لوازم ابتدعها من جعبته فليس في نص الروايتين ما يمكن أن يستنتج منهما شيء مما ذكر، وأما بالنسبة للازم الأول وهو قوله : (تكذيب علي رضي الله عنه في قوله : وقد سئل: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم آل البيت بشيء ؟ فقال : لا … إلى آخره) فيلاحظ عليه إن ذلك مما رواه أهل السنة في كتبهم، فلم يثبت ذلك من طرق الشيعة فلا يعلمون صحة صدور مثل هذا الكلام من الإمام علي، وإذا كان الأمر كذلك فلا يُلزم الشيعة بمثل هذه الرواية