"تنمية غائبة وكأن لا مسؤول موجود ببلدية ولاد شبل يتفقد وضعنا المزري و يحرك عجلة المشاريع التي كانوا وعدوا بها خلال الانتخابات المحلية، نحن نتساءل أين رئيس البلدية ليرى بأم عينه عيشتنا الضنكة التي تفتقد لأدنى الشروط الحياتية، أين الملايير التي سمعنا عنها لتعبيد الطرقات ولرفع النفايات المنتشرة في كل مكان و لتوفير مناصب الشغل وحل أزمة السكن"، بهذا قابلنا بعض سكان بلدية ولاد شبل. لم نكن نعتقد خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت" الحوار" لبلدية ولاد شبل، أن هذه البلدية الفلاحية والعاصمية باعتبارها ضمن بلديات ولاية الجزائر العاصمة تعيش فعلا كل مظاهر التخلف والبدائية، و يعاني سكانها معاناة كبيرة بسبب غياب التنمية، فمن سكانها من ينتظرون ترحيلهم من أحواش تعود للحقبة الاستدمارية وآخرون ضاقت بهم سكناتهم، ومن شبابهم وأطفالهم من يترقبون ملاعب جوارية ومؤسسات تربوية وفرص عمل و حافلات للنقل المدرسي، مطالب كلها رهن إشارة رئيس البلدية ومنتخبين لم يسلموا من انتقادات المواطنين ومن اتهاماتهم، لأنهم كما قالوا"نكثوا وعودهم وانشغلوا بما يملء جيوبهم". ويقول بعض السكان: "وضعنا ثقة كبيرة في رئيس البلدية والمنتخبين واعتقدنا أنهم سيوفون بوعودهم التي قطعوها معنا خلال الحملة الانتخابية، لكن للأسف الشديد لا أحد منهم كان عند كلمته ووفى بما وعد عدا بعض المشاريع التي لم ترتقي لمستوى تطلعاتنا"، مضيفين" نحن نعلم أن رؤساء البلديات سحبت منهم كل الصلاحيات سيما في أمر منح السكنات ونحن لا نطالبهم بما لا يطيقون، لكن على الأقل بيدهم تجسيد المشاريع الأخرى المتعلقة بإنجاز مؤسسات تربوية وتهيئة الطرقات وتنظيم حملات تنظيف، لذا نتساءل لم لا يقوم بهذه المشاريع ولماذا يتجاهلنا ويتجاهل معاناتنا". وخلص السكان مخاطبين رئيس البلدية والمنتخبين" أوفوا بوعودكم فقط ولن نريد أن نحملكم مالا تطيقونه".
* سكان الأحواش يطالبون بالترحيل بدأنا استطلاعنا من الأحواش التي تقطنها مئات العائلات، حيث تنقلنا على مستوى مزارع طيرو وطار، وتوال علي، ومقداس بن يوسف، هناك التقينا ببعض العائلات التي سمحت لنا بدخول بيوتها والحديث عن وضعها البئيس الذي تتخبط فيه منذ سنوات دون أن ترحّل لسكنات لائقة، مبرزة في الوقت نفسه قلقها من أن تقصى من مشروع رئيس الجمهورية في إطار القضاء على البيوت القصديرية وتسوية وضعية قاطني الأحواش وتضيع منهم مثل هذه الفرصة الثمينة مثلما وصفها بعض السكان. ودعت العائلات القاطنة بهذه الأحواش المسؤول الأول على البلدية إلى عدم نسيانهم وعدم تجاهل وضعهم الاجتماعي المزري وعدم حرمانهم من حق الإسكان على اعتبارهم يستوفون كل الشروط التي تعني إدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من الترحيل، واصفين حياتهم داخل هذه البيوت بالمزرية والكارثية والمستحيلة، بالنظر لعدم توفرها على شروط الحياة وضرورياتها، ويؤكد السيد "مختار" ل "الحوار": "نعيش في هذه الأحواش منذ سنوات عيشة ضنكة، ومع أن مصالح البلدية عليمة بوضعنا الاجتماعي وعدم قدرتنا على شراء بيت من حر مالنا إلا أنها لم تساعدنا، ولو بكلمة لوالي العاصمة حتى يلتفت إلينا ولا ينسانا، سيما وأننا قرأنا في الجرائد أنه وعد بتسوية مشكل قاطني الأحواش بعد الانتهاء من عملية ترحيل سكان البيوت القصديرية "، مؤكدا "لم استفد من قبل من أي مشروع سكني، ولا أملك سكنا لذا يستحيل تفويت هذه الفرصة أو تجاهلها".
* أكوام النفايات وجه آخر لأحياء البلدية ونحن نتجول بين أزقة وشوارع ولاد شبل، لفت انتباهنا أكوام النفايات المترامية في كل مكان، حتى أنها باتت مصدر لأوبئة وأمراض من شأنها أن تصيب الصحة العمومية والبيئة. وأبرز السكان تذمرهم من الحالة الكارثية التي آلت إليها البيئة، موجهين أصابع الاتهام إلى مؤسسة "اكسترا نت" اللتين تتقاعسا عن أداء مهامها بالشكل اللائق والمحافظ على صحة السكان والبيئة. وفي اعتقاد السكان، فإن غياب أعوان النظافة سببه غياب المسؤولين وافتقار المؤسسات للوسائل والإمكانات المادية، فضلا عن غياب دور المواطنين الذين لا يحترمون مواعيد وأماكن رمي النفايات، حيث أن غالبيتهم يترك الحاويات فارغة ويرمي قمامته في أي مكان قريب دون التفكير في النتائج السلبية الوخيمة في مقدمتها تشويه الوجه الجمالي للبلدية، فضلا عن تعريض المواطنين للأمراض المتنقلة. ويقترح السكان الذين تحدثوا ل"الحوار"، على المسؤولين المحليين تغريم المواطنين الذين لا يحترمون مواعيد وأماكن رمي النفايات، فضلا عن الضغط على مؤسسات تنظيف الأحياء، إذا ما أرادوا صناعة بلدة نظيفة.
* طرقات في وضعية كارثية ويشتكى سكان بلدية ولاد شبل من الوضعية الكارثية للطرقات، فأي زائر ودون أي أدنى صعوبة يلمح بأم عينه تلك الطرقات والمسالك المهترئة، وكأنها لم تعرف أي عملية تعبيد أو تزفيت، طرقات مع الأسف مليئة بالمطبات والحفر غير صالحة للاستعمال لا من قبل الراجلين ولا حتى الراكبين لسياراتهم مخافة إصابتها بالعطب. ويبدي السكان تذمرهم واستياءهم الشديدين من تأخر المصالح المعنية عن أداء مهامها والشروع في رفع الغبن عن طرقات، سيما وأنها – كما قالوا- كثيرا ما وعدت ببعث مشاريع ضخمة تعني التهيئة العمرانية، إلا أن تلك الوعود لم تتجسد على أرض الواقع ونسيت مثلما نسي رئيس بلدية ولاد شبل وعوده التي قطعها خلال الحملة الانتخابية.
* مسافرون بلا محطة ولا حافلات وتتواصل معاناة سكان بلدية ولاد شبل مع مشكل النقل بصفة يومية، على مستوى الخط الرابط بين البلدية وساحة 2 ماي. ففي الوقت الذي سجل فيه ارتفاع في عدد المسافرين لم يقابله من قبل الجهات الوصية أي تدابير لاحتواء العدد الهائل للمسافرين، لا من حيث إضافة عدد الحافلات ولا من حيث الخطوط، سيما ناحية الجزائر العاصمة ولا من حيث محطات النقل، في تساؤل كبير حول سبب تجاهل مطلبهم ورفض مصالح البلدية مساعدتهم على إنهاء معاناتهم مع رحلة البحث عن حافلة لأجل الذهاب إلى مقر العمل والدراسة.
* التوظيف ومحال الرئيس في خبر كان ويطالب شباب ولاد شبل الجهات المحلية المسؤولة بحقهم من التوظيف، متسائلين عن سبب تجاهل مثل هذا المطلب الملح عليه، سيما وأن البطالة استشرت بشكل لافت للانتباه وسطهم. وحسب بعض الشباب، فإن البطالة لم تمتص ولم تتقلص رقعتها بسبب غياب استراتيجية تشغيل صلبة من قبل المسؤولين المحليين وكذا استفحال ظاهرة "المعريفة" في التوظيف، لافتين إلى أن البطالة سترتفع إذا ظلت الجهات الوصية نائمة ومغيبة لدورها و رافضة للتوظيف العقلاني الذي يحكمه الشروط المهنية اللائقة بدل أن تحكمة الوساطة و"المعريفة". وتساءل الشباب في هذا السياق، عن مشروع ال100 محل وعمن استفاد منهم، مشددين على رئيس البلدية بالخروج إلى الشارع وتفقد وضع مواطنيها الذين انتخبوه ووضعوا فيه الثقة، باعتبار حالهم في تدهور مستمر وكل المشاريع التنموية، مثلما قالوا، لم تجد نفعا ولم تغير من معيشتهم شيئا.