انفجرت في الساحة الشعرية العربية مؤخرا مشكلة بين الشاعرين الكبيرين سعدي يوسف وأدونيس لم تحدد خلفياتها إن كانت شخصية أم ايديولوجية. وحسبما تناقلته بعض وسائل الإعلام فإن الشرارة الاولى لهذا الخلاف كانت قصيدة ''رمل دبي'' التي نشرها سعدي يوسف وضمنها هجاء من العيار الثقيل، دون أن يُشير الى المقصود بهذا الهجاء. ليقوم موقع ''كيكا'' الالكتروني بنشرها على أنها موجهة الى أدونيس. وللإشارة فقد كانت ذات القصيدة قد ونشرت في عدد من المواقع الثقافية دون أن يُذكر أنها موجهة الى أدونيس. وعلى الرغم من ذلك فقد فسرها الكثيرون من القراء على انها نظمت في هجاء ادونيس مما دفع بانصاره الى الرد بقصائد هجاء اخرى مما استفز انصار سعدي ودفعهم بدورهم الى مساندة شاعرهم بقصائد في نفس الغرض ''الهجاء''. ومازالت معركة الشعر والكلمات قائمة على أحرها دون أن تصل إلى مستوى ما ورد في القصيدة الهجائية العربية التي عرفت في عهد فطاحل الشعر العربي، رغم انه يمكن ان ينظر إلى هذه المعركة على انها نوع من العودة الى نمط كاد ينقرض من الشعر هو الهجاء الذي لم يغب عن العطاء الشعري العربي مما قبل الفرزدق وجرير مروراً بسعيد عقل وإلياس أبو شبكة، وصولاً الى جورج جرداق. ولكن المستغرب و الجدير بالذكر ان أدونيس لم يرد الى حد الساعة على أي من القصائد او الاتهامات والشتائم التي وجهت إليه وكأنه استناب ببعض أنصاره كي يقوموا بهذه المهمة ربما حفاظا منه على مظهره كمثقف عربي منفتح على تقبل الرأي الآخر عكس ما عرف به الرجل العربي، أو لتأكده من عدم استطاعته المجاراة في المباراة، لظنه أن سعدي شرب من ماء النهرين. وتبقى هذه الحالات على الرغم من كونها خارجة عن المألوف في هذه الحقبة باعثا لبعض الحياة في الجسد الشعري الذي جعلته الرتابة في حالة من السبات.