أفادت أوساط مصرية أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد يلتقي على هامش قمة أفريقيا - فرنسا الخامسة والعشرين التي تنطلق اليوم بمدينة نيس جنوب شرق فرنسا بنظيره المصري محمد حسني مبارك في محاولة لطي صفحة التوتر التي شابت علاقات البلدين عقب الاعتداء الذي تعرضت له حافلة المنتخب الوطني بالقاهرة، وتسبب في جرح أربعة من لاعبينا خلال شهر نوفمبر الماضي. وتبدو إمكانية عقد لقاء بين مبارك وبوتفليقة جد واردة، بالنظر إلى ثقل البلدين على الساحة العربية والإفريقية، والذي يجبرهما على التعاون فيما بينهما لتحقيق أهدافهما، إضافة إلى أن أجواء عقد هذا اللقاء تبدو مواتية مقارنة بالسابق على خلفية الحملة الإعلامية التي شنها نظام مبارك ضد الجزائر بعد عدم تمكن المنتخب المصري من التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا إثر هزيمته أمام المنتخب الوطني. ورغم تحدث وسائل إعلام مصرية عن وجود محاولات للوساطة يبذلها عدد من الزعماء العرب لعقد لقاء بين بوتفليقة ومبارك، على هامش قمة نيس، إلا أن الوقائع تنفي ذلك، كون أن الجزائر قد أعلنت في وقت سابق على لسان عدد من وزرائها أن حل مشاكلها مع القاهرة لا يحتاج إلى وسائط مهما كانت جنسيتها، إضافة إلى أن ما يفند هذا الرأي هو أن عدد القادة العرب المشاركين في هذه القمة الذين أكدوا مشاركتهم هم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز فقط، ومعلوم في هذا الشأن أن علاقات مصر بنواقشط ليست ذات درجة عالية على عكس علاقاتها مع الجزائر، الأمر الذي يستبعد قيام موريتانيا بهذه الوساطة مخافة اتهام القاهرة ميل موريتانيا لجاراتها الجزائر. والأكيد أنه إذا تمت مباحثات بين الرجلين فإن التوتر الذي حدث خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم وإفريقيا سيكون أولى القضايا المطروحة للنقاش، إضافة إلى المتعامل المصري للهاتف النقال جيزي التي يملك فيها جمال مبارك نجل الرئيس المصري أسهما حسب بعض الأوساط، ستكون هي الأخرى من بين القضايا التي ستشكل محور محادثات الطرفين. ويعود آخر لقاء بين الرئيسين إلى الصيف الماضي قبيل عقد قمة الاتحاد الإفريقي خلال الزيارة التي قام بها بوتقليقة إلى القاهرة رفقة العقيد الليبي معمر القذافي، والتي كانت لقاء تشاوريا بين القادة الثلاثة حول مختلف القضايا التي تهم المنطقة العربية والإفريقية على حد سواء. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الجهات كانت قد تحدثت في وقت سابق عن إمكانية التقاء الرجلين خلال القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها مدينة سرت الليبية نهاية شهر مارس الماضي، إلا أن إجراء مبارك لعملية جراحية خلال تلك الفترة أدى إلى غيابه عن ذلك الموعد. للعلم ستشكل المسائل المتعلقة بالسلم والأمن والتنمية أهم النقاط التي سيعكف على مناقشتها رؤساء الدول و الحكومات ومن بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي من المنتظر أن يشارك في الدورة ال25 لقمة افريقيا-فرنسا المرتقب تنظيمها اليوم وغدا بنيس. وستتضمن أشغال القمة ثلاث جلسات مواضيعية تخصص بشكل أساسي إلى مكانة إفريقيا في العالم سيما فيما يخص مشاركتها في تسيير الهيئات الدولية والسبل والوسائل التي من شأنها تعزيز السلم والأمن في إفريقيا فضلا عن مسائل التنمية والتغيرات المناخية. وسيسبق القمة عقد اجتماع لوزراء شؤون خارجية البلدان المعنية لمناقشة جدول الأعمال الذي سيعرض على ندوة رؤساء الدول والحكومات. كما ستشهد القمة لأول مرة مشاركة رؤساء مؤسسات من إفريقيا وفرنسا لمناقشة المسائل الاقتصادية المتعلقة أساسا بالإجراءات القانونية الضرورية من أجل تعزيز المبادلات التجارية وتشجيع التنمية الاقتصادية وتمويل المشاريع المشتركة والموارد الطاقوية لإفريقيا الغد. للتذكير فإن القمة ال24 التي عقدت في 2007 بمدينة كان الفرنسية قد تميزت بالإرادة في ترسيخ إفريقيا في العولمة وجعل القارة الإفريقية ''ملتقى رخاء وازدهار''.