في خطوة أولى من نوعها دعت هيئة الأزهر إلى تحريم نشر الكتب إلكترونياً على الانترنت بشكل مجانيّ دون إذن المؤلف ودار النشر الصادرة عنها، وهو القرار الذي أثار جدلا بين المؤسسة الدينية، وحرية التعبير والفكر وحجم تعاطي جمهور القراء والكّتاب معها. أكد احد الأكاديميين المختصين في المجال في تصريحه لوسائل الإعلام على إيجابية هذه الفتوى، على الرغم من أنها جاءت متأخرة، موضحا أن ما يحدث ما هو إلا سرقة مقنعة، لايلتفت إليها الكثيرون من أصحاب البدع السيئة، الذين ظل سعيهم في هذا النشر على الشبكة العنكبوتية لكتب الغير، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وأشار ذات المتحدث إلى أن الأزهر اعتمد في فتواه على قوانين حقوق الملكية الفكرية، المنبثقة في الأساس من الشريعة الإسلامية التي اعتنت بشكل كبير بحقوق ملكية الغير خاصة حينما يتعلق الأمر بالأفكار والأطروحات البشرية الهامة. كما أعرب محمد عبد اللطيف عاشور، رئيس اتحاد الناشرين العرب، عن سعادته بهذه الفتوى، وثمن هذه الخطوة باللجوء الى دار الافتاء، لمعرفة حكم الشريعة الإسلامية في نشر الكتب الإلكترونية مجاناً على الانترنت دون إذن صاحبها، ودار النشر الصادرة عنها. هذا واعتبر بعض الناشرين والكّتاب أن مثل هذه الفتاوى تمثل صورة جديدة لصور الوصايا على التراث العقلي الإنساني من قبل المؤسسات الدينية, والتي من شأنها أن تتسبب في الحجر على حرية الفكر والإبداع.