كشفت مصادر متطابقة أن السلطات في واشنطن قد أبلغت نظيرتها الجزائرية عبر وزارة الخارجية عن نيتها الإفراج في القريب العاجل عن كافة المعتقلين الجزائريين في سجن الجزيرة الكوبية غوانتانامو، والذين ناهز عددهم ال 21 معتقلا. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن قرار واشنطن الوشيك بخصوص السجناء الجزائريين لديها، قد أبلغته لمصالح وزارة مراد مدلسي مؤخرا، بحيث من المنتظر الإفراج عن كل الجزائريين في السجن التاريخي دون محاكمة، بغض النظر عن الأماكن التي ألقي عليهم القبض فيها. وحسب مصادر موثوقة، فإن غالبية هؤلاء المعتقلين طالبوا في وقت سابق، عن طريق لجنة الصليب الأحمر الدولية، بتسليمهم للجزائر ورفضوا تسليمهم للسلطات البريطانية والبوسنية، رغم أنهم كانوا يحملون جنسيات تلك الدول قبل اعتقالهم بجانب جنسيتهم الأصلية. وعزت المصادر نفسها سبب تلك المطالب إلى تخوف المعتقلين من أن تتم محاكمتهم من جديد في تلك الدول أو يجري تسليمهم من جديد لواشنطن ضمن حملات مكافحة إرهاب جديدة. ولدى اتصال ''الحوار'' بممثل عائلات الجزائريين المعتقلين في سجن غوانتنامو إيدير عبد القادر، أكد هذا الأخير عدم اطلاعهم على الجديد، مبديا تفاؤله بإمكانية إطلاق سراح ذويهم في القريب العاجل. وذكّر المتحدث بكثرة الوعود التي أطلقت هنا وهناك بخصوص هذا الملف إلا أنها لم تجد طريقها إلى التجسيد، وهو ما يجعلهم في ريبة من أمرهم، رغم ما يشاع إعلاميا من أن الوقت المناسب لإعلان هذه المبادرة ستكون بالتزامن مع زيارة كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية كوندليزا رايس المزمعة إلى الجزائر في المستقبل القريب، بعد زيارتها المرتقبة إلى ليبيا. ويرتقب أن يتم الإعلان عن قرار واشنطن بخصوص جزائريي غوانتانامو خلال الأيام القليلة المقبلة، وتحديدا بعد أثناء أو بعد زيارة منتظرة لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، التي قالت بشأنها تقارير إعلامية إنها ستتخذ من الجزائر محطة لها بعد زيارة أخرى من المقرر أن تقودها إلى ليبيا. ويتوقع، حسب تلك التقارير، أن تحظى رايس بلقاء مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كما ستلتقي وزير الدولة وزير الخارجية مراد مدلسي ومسؤولين آخرين. للإشارة فإن قضية المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو شكلت على مدار الأشهر القليلة الماضية نقطة خلاف بين سلطات الجزائر ونظيرتها في واشنطن، بسبب رفض السلطات الجزائرية الشروط الأمريكية، في حال تسليمها رعاياها في السجن الشهير، وهو ما جعل المفاوضات تتعثر عدة مرات، مما جعل أهالي السجناء يثمنون الموقف الرسمي للدولة الجزائرية بهذا الخصوص. وفي الأخير جدد ممثل عائلات السجناء في حديثه ل''الحوار'' تفاؤله لاسيما وأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأبواب، داعيا السلطات في الجزائر إلى إبلاغهم بكل جديد يتعلق بذويهم المسجونين في أشهر معتقل أمريكي في العصر الحالي.