أصدر القضاء الفرنسي أمرا بحبس أربعة جزائريين من بين خمسة اعتقلوا الأسبوع الماضي بتهمة صلتهم بشبكات إرهابية تنشط في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية. وذكرت تقارير إعلامية أمس أنه قد تم إحالة أربعة أشخاص الجمعة الماضية أمس الأول إلى غرفة مكافحة الإرهاب في محكمة الدرجة الأولى في باريس، والذين اعتقلوا الإثنين والثلاثاء في إطار ملاحقة شبكات متطرفة أفغانية، مشيرة إلى أن المحكمة أصدرت قرارا بحبسهم، ومبينة أن الشخص الخامس هو امرأة أطلق سراحها منذ مساء الخميس الماضي. وأفادت مصادر قريبة من الملف أن القاضي إيف جانييه أمر بحبسهم على ذمة التحقيق ''لتشكيل جماعة من المخربين على علاقة بمجموعة إرهابية''. وأوقفت الاستخبارات الداخلية الفرنسية خمسة أشخاص الإثنين والثلاثاء الماضيين في باريس ومطار رواسي شارل ديجول، يشتبه في انتمائهم إلى شبكات مقاتلين متشددين تلقوا تدريبا في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية، حيث بينت مصادر متطابقة أن شخصين مشتبه بهما أوقفا مساء الإثنين الماضي في مطار رواسي عند نزولهما من طائرة قادمة من مصر وكانا عائدين من المناطق القبلية، فيما أوقف الثلاثة الآخرون في الضاحية الباريسية الثلاثاء الماضي. وسبق لمصدر قريب من الملف أن أوضح أن الشبان الخمسة الذين اعتقلوا هم فرنسيون من أصل جزائري ويعتبرون ''مهمين في إطار التهديد الشامل ضد فرنسا الذي تم توجيهه مؤخرا''. وحسب مدير المخابرات الداخلية برنار سكوارسيني، فإن الأمر يتعلق ب''اعتقالات مهمة في إطار تهديد متشددين عائدين من المنطقة الباكستانية الأفغانية وتهديد باغتيال عميد مسجد باريس دليل بوبكر''. وأضاف المصدر أنه يشتبه بأن هؤلاء هم جزء من شبكات لأشخاص مرشحين للجهاد تم تدريبهم في المناطق القبلية بغرب باكستان، على الحدود الأفغانية، حيث تقاتل حركة طالبان. وبين مصدر قضائي فرنسي أن هذه الاعتقالات حصلت في إطار قرار صادر عن قاض متخصص بملف الإرهاب، في حين أكد مصدر مقرب من التحقيق، إن بعض المشتبه بهم هدد دليل بوبكر الذي يحظى منذ هذا الصيف بحماية لصيقة. وكان وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو قد أكد نهاية الأسبوع الفارط أن خمسة أشخاص يشتبه بأنهم إرهابيون اعتقلوا في باريس وكانوا يخططون فيما يبدو لشن هجوم في فرنسا وكان أحدهم مستعدا للموت، مبينا أن التهديد الإرهابي يظل تهديدا ''حقيقيا'' و''تزايد'' بعد اعتقال هؤلاء الخمسة. وقال هورتفو ''ما يمكننا قوله إنه بهذه الاعتقالات في اليومين الأخيرين... هناك ما نصفه بمؤامرة للتحضير لهجوم إرهابي''. واتخذت باريس إجراءات أمنية وقائية لمواجهة أي خطر إرهابي بعد تلقيها في 20 سبتمبر الماضي معلومات استخباراتية من إحدى دول المغرب العربي، والمرجح أنها الجزائر تفيد بإمكانية وقوع اعتداءات إرهابية في قطاع النقل الفرنسي تقف وراءه امرأة منتمية إلى جماعات إرهابية. وقامت الشرطة الفرنسية سبتمبر الماضي بإخلاء محطتي سان لازار وسان ميشال وسط باريس وبرج ايفل الشهير إثر تلقيها معلومات حول وجود قنابل فيهما.