بدأت في نيويورك أمس اجتماعات الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ناقش فيها عددا كبيرا من القضايا، في مقدمتها أزمة الغذاء وقضايا الفقر والديمقراطية والسلام في العالم، إلى جانب موضوع إصلاح الأممالمتحدة وغيره. ويشارك في الاجتماعات عدد من قادة العالم بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي هدد أمس قبيل مغادرته إلى نيويورك من أن القوة العسكرية في بلاده ''ستكسر أيدي الغزاة قبل أن توضع على الزناد''. وكان أحمدي نجاد قد أبدى استعداده لعقد مناظرة إعلامية مع مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية أثناء زيارته الولاياتالمتحدة للمشاركة في جلسات الجمعية الأممية،كما جدد موقف بلاده من إسرائيل، مؤكدا أن طهران لن تعترف أبدا ''بالكيان الصهيوني''ومضى يؤكد أن إسرائيل أقيمت لتهديد المنطقة وثرواتها، وخاطب الإسرائيليين قائلا ''إذا أردتم عملا طيبا فارحلوا، واتركوا للفلسطينيين أن يقرروا مصيرهم. وشن الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة بشدة هجوما على هيمنة القوى الغربية على المنظمة الدولية، وتزايد سلطات مجلس الأمن الدولي. وقال ميغيل ديسكوتو بروكمان (75 عاما) وهو قس كاثوليكي من نيكاراغوا في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة ال63 للجمعية الأسبوع الماضي، إنه يجب إضفاء الطابع الديمقراطي على الأممالمتحدة، داعيا إلى إجراء محادثات على مستوى رفيع لإنهاء النفوذ الواسع الذي تحظى به القوى الغربية.وأشار إلى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ''يخضعان أساسا لسيطرة الولاياتالمتحدة وأوروبا ويتم استخدامهما وسيلتين للسيطرة''. وأضاف أن ''العالم يشعر بالامتعاض حيال هذا الأمر، ومن الضروري تغيير هذا الموقف. وقال بروكمان إن كلمة ديمقراطية داخل الأممالمتحدة باتت جوفاء ''دون أي معنى أو مضمون حقيقيين''.وشن هجوما عنيفا على الحظر التجاري الذي تفرضه الولاياتالمتحدة على كوبا منذ خمسة عقود رغم مطالبة الأممالمتحدةلواشنطن بإلغائه. كما شن هجوما على حق النقض الذي تتمتع به خمس قوى في مجلس الأمن وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وقال إن بعض هذه الدول الخمس أصبحت تعتقد أن التمتع بميزة حق النقض ''يخول لها عمل كل ما يحلو لها دون أي عواقب. وأكد بروكمان أنه يعتزم التعامل مع التحديات التي تواجه العالم في الفترة الراهنة، بما في ذلك أزمة الغذاء والفقر والجوع والتغير المناخي ونقص المياه، إضافة إلى ملفات ''الإرهاب'' وحقوق الإنسان ونزع التسلح النووي وباقي القضايا التي تشكل تقليديا جانبا من جدول أعمال المناقشات في الأممالمتحدة.وقد أثارت تصريحات بروكمان انتقادات واشنطن التي نصحته على لسان سفيرها بالمنظمة الدولية زلماي خليل زاد بالاكتفاء بأن يكون موحدا لأعضاء الجمعية إذا كان يريد أن يكون فعالا.