أول انطباع يمكن رصده بشأن منافسي ''الخضر'' هو ضم الفوج لمنتخبات قوية تشارك في الاستحقاقات الكبرى بانتظام لاسيما مصر وزامبيا، وأما النقطة الثانية فتتمثل في كون منتخبنا الوطني سيواجه نظراء له يطبّقون أسلوب اللعب الأنجلوساكسوني بخلاف الدور الثاني، أين التقى مع منافسين من غرب إفريقيا ينتمون للمدرسة اللاتينية. وبشأن ظروف الطقس، فالعائق الوحيد يبقى ممثلا في رواندا ذات المناخ الاستيوائي؛الحرارة الشديدة والرطوبة الخانقة، على اعتبار أن زامبيا مناخها معتدل يكاد يشبه الجزائر وهذه سمة بلدان جنوب إفريقيا، وأما مصر فالجزائريون تعوّدوا على طقسها. ويشترك ''الخضر'' مع مصر وزامبيا في كونهم تسيّدوا أفواجهم خلال الدور الثاني، فالأمر ذاته لمنتخبي مصر وزامبيا، أما رواندا فتأهلت بعد ضمانها امتياز أفضل 8 منتخبات تحتل المركز الثاني. ومن الناحية التاريخية، تبقى المواجهات الجزائرية المصرية تحمل نكهة حارة وساخنة جدا، فهذا المنتخب أقصى ممثلينا من الترشح لمونديال إيطاليا ,1990 وآخر نزال رسمي بينهما كانت غلّته قد عادت للجزائر لما فاز المنتخب نفسه بنتيجة 2-1 وتأهلت بدله للدور ربع النهائي من دورة ''كان'' تونس .2004 وبخصوص زامبيا فقد ترشح ''الخضر'' على حسابها إلى الدور الأخير من تصفيات مونديال المكسيك ,1986 وآخر مواجهة رسمية بين الطرفين تعود إلى ''كان'' جنوب إفريقيا 1996 افترق فيها الطرفان على وقع التعادل السلبي. مع الإشارة إلى أن الناخب الوطني رابح سعدان قاد أشباله إلى قهر مصر وزامبيا في أثناء تواجده على رأس ''الخضر''، وأما رواندا فلم يسبق للمنتخب الوطني أن تقابل معها في تصفيات المونديال بخلاف تصفيات كأس أمم إفريقيا التي لعبا فيها الطرفان جنبا إلى جنب خلال العقد الفارط. وإذا كان منتخبنا الوطني يحتل المركز ال 56 في تصنيف الفيفا لشهر أكتوبر الجاري، فإن مصر تتموقع في المركز ال ,22 وتتواجد زامبيا التي يشرف على تدريبها التقني الفرنسي رونارد هرفي في المركز ال ,70 بينما يحتل منتخب رواندا التي يؤطر عارضته الفنية التقني الكرواتي توكاتش برانكو المركز ال .87 وعموما سيشكل المنتخب المصري أكبر عقبة لمنتخبنا الوطني خاصة وأن مسيريه يودون ترجمة سيطرته القارية عالميا، زيادة على كون آخر مواجهة برسم هذا الدور ستقام بالقاهرة، زيادة على كون هذا الأخير عادة ما يلجأ إلى الأساليب غير الرياضية مثل الكولسة والضغط واللعب على أعصاب الجزائريين، ناهيك عن إعلامه ''الشوفيني'' والمتعصب كثيرا. ويجدر التذكير بأن الجزائر ومصر الوحيدان في هذا الفوج اللذان خاضا غمار المونديال بخلاف زامبيا ورواندا.