صوت من الأصوات الأدبية المتميزة التي تزخر بها الساحة الثقافية الجزائرية تشق طريقها بخطى ثابت نحو عوالم الكلمة، حبها الشديد للإبداع جعلها ترسم حلم الطفولة من خلال تجسيد مختلف زوايا الأحياء العتيقة المعبقة بروائح الإنسانية و قصص الحب الجميلة لتظهر من جديد عبر ابد عات حديثة و بحلة أجمل تربط الماضي بالحاضر كتابتها إسقاط لواقع معاش،إنها المبدعة "زهرة مبارك " ، التي ارتأت جريدة الاتحاد إجراء حوار معها. الاتحاد: كيف تقدم زهرة مبارك نفسها؟ زهرة مبارك :أنا كغيري من نساء الأرض أتشدقُ بأحلام التحرر والأمن والاحترام والتعايش السلمي مع الأخر أيًا كان دينه وأيا كان جنسه أو لغته أو ثقافاته أو لبسه،أكتُب وأُعَبِرْ عَماَ تُحِسُهُ ذاتي،أثُور حِينماَ أغضب وأبكي حينما تصدمني الحياة بِغدرها أو بقوتها أو بتجارب الآخرين.. أحب الكتابة وأحب أن يكون لي دور في هذه الحياة لأُجِيب عن سؤال حيتي،وهو: لما خلقت ؟ هل خُلقت لأنجب وفقط وأعمر الأرض،هل خلقت لأربي ولأتزين للرجل ؟ أم لأتفاعل أو لأتفرج أو لأرضي أو لأحارب أو لأشارك في حوار الحضارات أو لأُعامل كبشر ناقص؟ وكغيري من كُتاب هذا الجيل الذي يحمل رُأياه المتخصصة بالرغم من نقص التجربة في بعض الأحيان كاتبة امرأة وحتى رجل ملُوا من مجتمع لا تتحكم فيه سلطة تقدير الجنس الآدمي الأنثوي وللأسف تتحكم فيه الغرائز بحكم احتكامه لسلطة ذكورية لا تعترف إلا بقانون الجسد" التحتي" ,كاتبة لها أسلوب يصف الحياة كما هي دون اللجوء إلى أي تورية،تكتب كما يكتب صديقها الشاب مغني الهيب هوب،كاتبة لا زالت في أطوار تجربتها تتعلم كل يوم وكل ما تصدر إصدار جديد حياة أخرى،منطق أخر وشعور أخر.. الاتحاد:من أين تستلهم زهرة أفكارها؟ زهرة مبارك : و من واقعي ببساطة من واقعنا، وكون أنني أنتمي لجيل عاش حياة تختلف عن ما عاشه نظيره الغربي وحتى جاره العربي فأستوحي رمزية كتاباتي من واقعه من حياة الدواوير والأرياف والشوارع والمدن والحمامات والمستشفيات والحدائق،أستلهم أفكاري من لحظة بكاء أو صدق أو خوف أو متعة أو بوح طافحٍ بالمشاعر الصادقة لإنسان ما و حتى مني أنا فأُغطِي كل هذا بأسلوب شفاف قريب من أحساس الأخر دون عقد ذاتية ولا خوف منه،أغترف من الأرض لا من الفضاء من تناقض هذه الذوات،من اختلافنا نصوصي تُجيبُ القارئ عن الكثير من الأسئلة التي طالما شكلت في مِخْيالِه تُخمةً وأتعبته،أكتب لأحرر ولأتحرر كأنثى من دواخلي،أكتب عن امرأة مورس َُ عليها وحولها كل أنواع القهر الذاتي،ومرضت نفسيا بسبب رجل للأسف لا يُجيد التفريق بين المرأة الإنسان وأنثى الحيوانات الاتحاد:تعتبر الكتابة رحلة شاقة وجميلة من اللذين يساهمون في دعمك؟ زهرة مبارك :يَدعمني قارئ يؤمن بالكتابة كفعل قار بحد ذاته له تأثير وله وضعية في الحياة،يدعمني قارئ يقول لي وأنا أقرأ لك بكيت فأحس بأنني ملكت الدنيا،تدعمني قارئة تكلمني بعد انتهائها من قراءة عمل ما وتقول لي كنت أحس بأنك تتحدثين عنك من أخبرك بقصتي لتؤلفيها؟ يدعمني صٌحفي مثلك اهتم بما أكتب فأوصلني لمن يريد أن يتعرف عني أكثر بعيد عن كتاباتي،يدعمني شخص يقول لي أثرت فيا أفكارك وأعادت ترتيب حياتي، بدمني شاب لا يملك حق شراء فنجان قهوة ويطالني بإعادة طبع عملي، يدعمني قارئ يُدقق أخطائي ليُشاركني صناعتي فنكبُر سوياً،يدعمني ناقد لا يتجاوز حدود النقد ويرى أنني تجاوزت حدود الإبداع. الاتحاد:كيف ترين مستوى الرواية في لجزائر؟ زهرة مبارك :بداية لستُ مُطلعة بشكل كافي على كل ما صدر بسبب عدم وصوله إلي وأنا لا أستطيع أن أتكلم في هذا المجال بصفة قطعية وضد من يصدرون أحكاما ارتجالية حول راهن الرواية الجزائرية ولو كانوا أكاديميين أعتقد أن الأمر يحتاج إلى مسح وقراءة ونقد مقارن وأدب مقارن وسعة إطلاع وهذا ما لا أملكه بالمقابل وبناءا على ما وصلني من روايات لأقلام من أمثال عبير شهرزاد الحائزة على جائزة مالك حداد عن روايتها لكبيرة "مفترق العصور"أو رواية فنتازيا على فخذ الشيطان' للروائية نوال جبالي أو رواية دمية من نار لبشير مفتي أو أعمال سمير قسيمي أجد أن الأدب الجزائري بخير،أجد أقلاما جدية تكتب بأسلوب متميز جديرة بالاهتمام تكتب أدبا لا يجرؤ حتى من يصطلح عليهم بكبار الأدباء على كتابتها برونق قلم عبير شهرزاد أو نوال جبالي،روايات تستحق أن توزع وأن تُمول وأن يهتم بها الإعلام ويروج لها ويفتح باب النقاش حولها بدل الاهتمام بقضايا القتل والسرقات الموصوفة وتغطية أخبار الوزراء الرواية الجزائرية جميلة لها فلسفلتها الخاصة تصنع قارئ جدير بالاهتمام وبإمكانها ترتيب أفكار القارئ الآخر حول ثقافة وأخلاق ومبادئ وقيم وتراث وحياة الإنسان الجزائري كما يكتبها القلم الجزائري لا قلم أخر،غير أنها تحتاج إلى دفع وحركة لتستمر واهتمام وعدم تجاهل المجتمع لها وحتى المثقف المسئول. الاتحاد:كيف تقيم زهرة مبارك أعمالها ؟ زهرة مبارك :أنا لا أحب أن أدافع عن نفسي لكن بالمقابل أعترف بأخطائي لأتعلم وهذا ما يميزني أنا لست معقدة ولي ثقة بأنني ذكاء إنساني إن صَُِقل وجرب يستطيع أن يمُد الكثير،أعترف أنني كاتبة جيدة تكتب بأسلوب جيد ينقصها أن تتعلم أساليب السرد الحديث وأدوات اللغة لأنها علمية التكوين،كاتبة جريئة وصادقة استطاعت أن تكتب وتناقش ما عجز السياسي على مناقشته في عز الخوف والأزمة التي مرت بها،كاتبة تتعلم كل يوم بالرغم من محاولة الكثيرين تحطيم نصوصها والأهم أنه بالرغم حتى أخطائها تملك ما لا يملكه متمرسين في الكتابة بدليل أن مئات القراء ينتظرون أن تنشر ولو جملة على صفحتها على الفيس بوك، كاتبة لم تفهم للأسف في أول محطة لها لصوصوية بعض الناشرين وتحتاج أعمالها للكثير من الفطنة حينما تجهز للصدور. الاتحاد: ماهي أخر إصدارتك ؟ زهرة مبارك :جديدي "زلة قلب " رواية سمعية قلبية سبق لجريدتكم وان تحدثت عنها لجأت إلى تقنية الصوت وتسجيل العمل باستخدام تقنيات الإعلام والاتصال الحالية لثقتي بجيلي،لثقتي بذلك الشاب المتعدد اللغات والمتفتح على العالم من خلال هذه التقنيات هنيئا لفئة البكم والعُمي ستستمع إلى أدبي على أمل أن تقتنع زميلاتي وزملائي في الكتابة بهذه التقنيات وإطلاقي لمنتدياتي أردتها منبرا ومساحة لكل من تكبر عليه منتدى ما أو جهة إعلامية ما ولم تتح له فرصة التعبير إضافة إذاعة على اليوتيوب ستنتج برامج تتناول أهم الأحداث ولها صلة بحياة الناس بطريقة بسيطة في الطرح وخفيف. كلمة أخيرة زهرة مبارك :أقول للشباب المبدع من خلال جريدتكم التي أتاحت لي فرصة الحديث أنه إن أردنا أن تستمر حركتنا الثقافية بشكل صحيح ألا نكون مثقفين بلا طموح وبلا أخطاء وتجمعنا علاقات مشبوهة بأعداء الإنسانية علينا أن نتخطى الإعلام الثقل ونثبت وجودنا من خلال البديل الذي هو تكنولوجيات الإعلام والاتصال علينا أن نبحث عن ملتقى اجتماعي واسع يتجاوز العقد ومتفتح وقابل للتغير والعجن وإعادة الصياغة عبر الكوابل بدل انتظار مثقف السلطة وإعانات الدولة لأن ثمة طبقة جديدة دولة جديدة وزارة ثقافة جديدو هي منابر التواصل الاجتماعي ومدونات تصنع اليوم أسماء تستحق الوقوف وتؤسس لجيل جديد.