احتضنت قاعة ''محمد زينات'' بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة، سهرة أول أمس، عرض الفيلم الوثائقي ''إفريقيا من الظلمات إلى النور'' لمخرجيه لمين مرباح وعلي بلود، قدّما فيه أبشع صور العبودية التي عانت منها شعوب القارة السمراء، طيلة القرون الأربعة الماضية. اجتهد لمين مرباح وعلي بلود، مخرجا وكاتبا سيناريو الفيلم الوثائقي ''إفريقيا من الظلمات إلى النور''، في استيقاء مجموعة من الشهادات الحية، واستقدام بعض الصور من الأرشيف الأوروبي، لتعرية الواقع المأساوي الذي كانت تتخبط فيه شعوب القارة السمراء، جراء ظاهرة الرق والعبودية التي طالتهم من قبل الدول الأوروبية والأمريكية، في أعقاب القرون الأربعة الماضية. تضمنت لقطات فيلم ''إفريقيا من الظلمات إلى النور''، المنتج من قبل شركة ''أمين إنتاج''، أبشع صور العبودية، وأفظع المجازر الوحشية التي راح ضحيتها العديد من الشعوب الإفريقية، بما فيها الدول المغاربية، كالجزائر وتونس والمغرب، بعد أن استغلها النظام الرأسمالي لبسط نفوذه في المنطقة، ونهب خيراتها وثرواتها، وكذا طمس هويتها ومحو ثقافاتها. كما سلط الفيلم الوثائقي الضوء على ما تكبدته الدول المغاربية من خسائر بشرية ومادية، بفعل موجة الاستعمار التي عصفت بسكانها لسنوات عديدة، وهو ما سعى المخرجان لمين مرباح وعلي بلود إلى نقل تفاصيله بالصوت والصورة، مستعينين في ذلك بعدد من الخرائط والوثائق التاريخية، وكذا الشهادات الحية التي أضفت على العمل الناطق باللغة الفرنسية، درجة كبيرة من الجدية والاحترافية. وقد عكف طاقم الفيلم الوثائقي، الذي امتد عمره الزمني إلى نحو ساعة، على تقديم فسيفساء تاريخية ثلاثية الأبعاد، تم من خلالها التركيز على ثلاثة أقطاب جغرافية هي إفريقيا وأوروبا وأمريكا، باعتبارها الحلقات الأكثر أهمية في سلسلة الظواهر التي غيّرت مجرى تاريخ الإنسانية، خاصة في ظل تكالب وتناطح الأنظمة الإمبريالية على ما تزخر به القارة السمراء من كنوز، جعلتها أرضية خصبة لمختلف أشكال الاستعمار الذي يعدّ الوريث الأول للعبودية.