رفضنا زيارة محمود عباس إلى غزة لأسباب أمنية وقف وزير خارجية الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة الدكتور محمود الزهّار الذي حلّ أمس ضيفا على ''الخبر'' رفقة القياديَين في الحركة الطاهر نونو وصلاح البردويل، عند العديد من الملفات الفلسطينية الداخلية والخارجية، وأشار الدكتور الزهّار الذي يزور الجزائر لأول مرة بدعوة من حركة مجتمع السلم بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها، إلى ضغوط أمريكية تُمارس من أجل إخراج حركة حماس من الخريطة السياسية الفلسطينية خلال الانتخابات المقبلة. غير أنه استبشر خيرا بالثورة المصرية، وما ستخلّفه من معطيات إيجابية على المنطقة وعلى حماس، مؤكدا أن المستقبل سيكون للإسلاميين. فيما تحدّث عن استحالة استقبال الرئيس عباس في الوقت الراهن لأسباب أمنية بحتة.
كل المعطيات الإقليمية إلى جانب طرح حماس ولن نقف في وجه المفاوضات مع إسرائيل أكد وزير خارجية الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة الدكتور محمود الزهار أن المعطيات الحالية التي خلقتها الثورة المصرية وسقوط نظام مبارك، إلى جانب موجة الثورات التي تعرفها الدول العربية خلقت مناخا جديدا، إرهاصاته ستكون في جانب حركة المقاومة الإسلامية '' حماس''، مشددا على أن خيار المقاومة هو الحل. وتحدث الدكتور الزهار عن جملة من المتغيرات التي طرأت على الساحة، وفي مقدمها الثورة المصرية التي أكد بأنها أثبتت أنها تطبّق برنامجها بخطى ثابتة، إلى جانب بروز دور التيار الإسلامي بأجنحته المتعددة وما يمكن أن يلعبه من أدوار في المستقبل، والمتغير الآخر والمتعلّق بمفاوضات السلام التي وصلت إلى نقطة الصفر، ما يعزّز موقف حركة حماس حسب تقديره. واعتبر أن ''خطابَي كل من الرئيس الأمريكي أمام '' ايباك '' وخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الأمريكي، أظهرا جليا أن خيار المقاومة هو خيار المستقبل، والتعويل على مسار المفاوضات عليه محاذير خطيرة''. وأكد المتحدث في هذا السياق أنهم يتبنون برنامج المقاومة بما فيه الخيار المسلح، في وقت تبنّت حركة فتح برنامج المفاوضات ''وإذا فشلت المفاوضات يكون بديلها المفاوضات، غير أننا لن نضع عراقيل لحركة فتح في المفاوضات إذا أرادت أن تفاوض فلها ذلك، ولن نظهر باننا من أفشل هذه المفاوضات، بالرغم من أننا لدينا قناعة بأن مآلها الفشل''. وأضاف الدكتور الزهّار: ''إذا أعطينا فرصة للمفاوضات فهذا لا يعني أننا طرف فيها، لكن موقفنا الحقيقي أنه لا نضع عصا في عجلة المفاوضات حتى لا نتّهم بعرقلتها''. وجاء موقف الزهار هذا في رده على سؤال حول وجود اختلافات بين قيادات الحركة، بعد أن صرح رئيس المكتب السياسي بحركة حماس في سوريا أنه لا يمانع الدخول غطاء فرصة جديدة للمفاوضات مع الطرف الإسرائيلي، وهو التصريح الذي انتقده الزهّار. تباين المواقف هذا قُرأ على أنه اختلافات في مواقف قيادات الحركة، وعلّق على ذلك بالقول: ''لا توجد داخل الحركة انقسامات بل اختلافات مشروعة، وهو الأمر الذي أراه صحيا''. الدخول في الانتخابات لايعني الاعتراف بإسرائيل عندما سألنا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية ووزير خارجية الحكومة المقالة في غزة ''حماس'' محمود الزهّار عن سر التناقض بين العقيدة السياسية لحركته والقائمة على مشروع تحرير فلسطين التاريخية الذي يعني تحرير كل فلسطين، وليس تحرير الضفة والقطاع فقط كما أصبح شائعا في أوساط الرأي العام العربي - سر التناقض بين هذا- وبين القبول بدخول اللعبة السياسية مع ما ترتّب على ذلك من المشاركة في الانتخابات وتشكيل حكومة فلسطينية وصلت إلى النهاية، رد قائلا ''أقسم بالله العظيم أن حماس لم ولن تعترف بإسرائيل، لكنها بالمقابل تقبل وتعمل على إقامة سلطة فوق أي شبر من الأرض الفلسطينية ليكون هذا الشبر قاعدة انطلاق لتحرير فلسطين''. ضيف ''الخبر'' قال إن القبول بدخول الانتخابات لا يعني بأي شكل من الأشكال الاعتراف بإسرائيل، وقبول مشروع التهدئة لا يعني كذلك بأي شكل من الأشكال الاعتراف بإسرائيل، ثم خلص إلى أن موقف حركته منسجم مع الموقف الشعبي الفلسطيني العام ومنسجم مع الموقف الشعبي العربي وهذا هو الموهم وليس غيره. وزير خارجية الحكومة المقالة، أوضح أن حركة ''حماس'' لا تملك حق التصرف في أي شبر من أرض فلسطين حتى تمنحه لإسرائيل، بل كل الشعب الفلسطيني هومن يملك هذه الأرض التي يعيش عليها، وبالتالي لا يمكنه التخلي عنها تحت أي ظرف وتحت أي غطاء. وعن المراهنة على الشارع العربي الذي لم يعد يحرق الأعلام الأمريكية والدمى المجسدة للرئيس الأمريكية، بل أصبح هذا الشارع يستنجد بأمريكا لحمايته من بطش حكامه، قال السيد الزهّار إن هذا الطرح ليس صحيحا في مجمله، لأنه لا يتصور كما قال أن ينشد المواطن العربي الخلاص من أمريكا، وضرب مثالا بالباكستان التي يرفض شعبها كما قال، الهيمنة الأمريكية على بلادهم، لكن غاب على ضيفنا أن الطبقة السياسية التي سبق وحكمت الباكستان والتي تحكمه اليوم، ستحكمه في المستقبل حتى في ظل وجود ديمقراطية حقيقية بهذا البلد، وهذا هو حال المجتمع الذي تتجذّر القبلية في مفاصله، كما هو الحال في باكستان. عرفات كان أقسى على حماس من أبو مازن كشف القيادي في حركة حماس محمود الزهّار أنه خلافا لما ينطبع لدى الرأي العام من أن الرئيس عباس أبو مازن أقسى على حماس من الرئيس الراحل ياسر عرفات، فإن العكس هو الصحيح. وقال الزهّار إن عرفات منع حماس حتى من تنظيم انتخابات بلدية عام .1996 وكان عرفات متسلّطا في مواقفه ولا يشاور أحدا، حيث اعترف بإسرائيل منذ عام 1988، وذهب لمشاورات سياسية في مدريد دون أن يشاور أحدا، ودخل في اتفاقيات أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية كذلك بقرار أحادي. أما الرئيس أبو مازن فهو بخلاف عرفات وافق على تنظيم الانتخابات تحت ضغط الشارع وقد فزنا فيها. وهذا أمر لم يكن يرغب فيه عرفات على الإطلاق، لأنه كان يعني أن حركة فتح ليست الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني. واشنطن تسعى لإفشال الانتخابات الفلسطينية المقبلة كشف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، محمود الزهّار، أن واشنطن تدخّلت تدخلا مباشرا عقب توقيع اتفاق المصالحة مع حركة فتح لإفشالها، وقال الزهار أن الإدارة الأمريكية هي صاحبة الرأي القائل بأن يكون تشكيل الحكومة بقرار من الرئاسة الفلسطينية، وليس من المجلس الوطني التشريعي. وحسب الزهّار، فإن هذا التدخل المفضوح رفضته حماس وأبلغته حركة فتح، وبالنسبة للزهّار، فإن واشنطن تسعى الآن لإخراج حركة حماس من الانتخابات المقبلة عن طريق تزوير نتائجها، بمختلف الوسائل المتاحة. وأوضح الزهّار في هذا الإطار، أن حماس متمسكة بأن يجري تشكيل الحكومة عبر بوابة المجلس التشريعي، وهذا ما اتفقنا عليه مؤخرا في اتفاق المصالحة، من خلال نقطة إجراء انتخابات ونقطة القبول بنتائجها. وأضاف الزهّار ''اليوم حركة فتح عادت ووافقت على أن الحسم يكون للانتخابات، والقبول بنتائج الانتخابات عكس عام 2006 عندما رفضت فتح نتائج الانتخابات تحت ضغط أمريكي''. وردًّا على سؤال يخص حجم التعويل العربي على التدخل الأمريكي لحل المشاكل البينية كما هو جاري في عدد من الدول، أجاب محمود الزهار بالقول ''من يعلّق آماله على أمريكا فهو يعلّق آماله في الهواء''، مضيفا بقوله ''في عام 2008 شنّت علينا حرب ولم يتحرك لا بوش ولا أوباما، وقال كل منهما نحن في انتخابات، فذبحونا في هذه الفترة، فكيف نعوّل على خطاب أوباما الآن؟''. وقدّر القيادي في حماس أن الثورات العربية الأخيرة أفرزت مناخا معاد لأمريكا وحلفائها، ولن تجد واشنطن مستقبلا ما وجدت في السابق من أنظمة موالية لها. وقال الزهار ''لا يمكن للقلب العربي أن ينبض بالهوى الأمريكي''. وعندما سئل الزهار عن استقواء بعض الدول العربية بالأجنبي، كما هو حال ''الثوار'' في ليبيا، وقبلهم الشيعة في العراق، قدّر المتحدث أن ما جرى، ينطبق عليه حكم المضطر وليس الرغبة الذاتية. النظام المصري بعد سقوط مبارك في صالح حماس وصف محمود الزهّار النظام القائم في مصر ما بعد مبارك بأنه نظام لن يكون قريبا من أمريكا، بل هو نظام في صالح حركة حماس، وأشاد المتحدث بالوسيط المصري الحالي رغم أنه يمر بمرحلة انتقالية، لكن هذا الوسيط يقوم بدور إيجابي للقضية الفلسطينية، وهو متوحّد في الموقف بين المخابرات والمجلس العسكري ووزارة الخارجية. وأثنى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس على الجيش المصري الذي قال بشأنه إن ''عقيدته السياسية لم تتغير منذ قرون''. وبدا متفائلا جدا بشأن مستقبل المنطقة في ظل الثورات الأخيرة، حيث قال الزهّار إن ''المستقبل هو في صالح المنطقة بدينها وبقومياتها''. ولدى تقييمه لمصر ما قبل وما بعد الثورة، أوضح الزهّار أن هناك مجموعة من المتغيرات الجوهرية، أبرزها أن النظام الحالي له رؤية مخالفة تماما لنظام مبارك، وهي رؤية تصب في صالح رؤية وبرنامج حماس، فهناك بروز قوي للتيار الإسلامي بكل أطيافه في مصر. المتغير الآخر حسب الزهّار هو أن الموقف الغربي من حماس والقضية الفلسطينية أصبح لصالحنا. أيضا، بسقوط نظام مبارك، أصبحت الحركة على معبر رفح أسهل، حيث فرض النظام السابق خناقا دام 14 شهرا على قيادات حماس ومنعها من مغادرة القطاع، ولم يسمح لها بالدخول والخروج إلا في شهر مارس الماضي. اعترف محمود الزهّار أن التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس لن يؤدِ إلى أن تصبح حركة فتح هي حماس أو العكس، أو أن يتحوّل تيار اليسار إلى التيار الإسلامي، وإنما المصالحة الحقيقية هي المصالحة المجتمعية في غزة ورام الله. وفسّر الزهّار كلامه بالقول ''هناك جزئية مهمة تتعلق باتفاق المصالحة، هي المصالحة المجتمعية بين عائلات حصل بينها اقتتال وافتراق شعوري بينها، بسبب الخلافات السياسية بين فتح وحماس. هذه هي المصالحة الحقيقية التي ننشدها الآن''.