تكشف اعترافات تائبين جدد وموقوفين ضمن شبكات الدعم، عن تخطيط التنظيم الإرهابي لتنفيذ عمليات داخل العاصمة، انطلاقا من معاقل التنظيم في تيزي وزو وبومرداس، باستعمال قوارب صيد لنقل شحنات من المتفجرات لضرب أهداف محددة. وذكرت مصادر مطلعة أن محاولة استهداف العاصمة عن طريق البحر، من خلال نقل شحنات متفجرات في قوارب صيد، تكررت في وقت سابق دون أن يحقق الإرهابيون هدفهم. غير أن معطيات جديدة سربها أفراد عائلات عناصر لا تزال ناشطة ضمن تنظيم القاعدة، تنوي التخلي عن العمل المسلح، أكدت كلها أن التنظيم لم يتخل عن فكرة نقل شحنات من المتفجرات على متن قوارب صيد، واستعمالها للإفلات من الطوق الأمني، وكاشفات المتفجرات والحواجز المنتشرة عبر كل مداخل العاصمة، والوصول بها إلى مخابئ وسط العاصمة، وتحديدا الضواحي الشرقية منها. وكان ضمن مخططات التنظيم، بحسب ذات المصادر، تفخيخ سيارات داخل الطوق الأمني المضروب على العاصمة، دون لفت الانتباه، وليس بعيدا عن الأهداف المحدد ضربها كالمراكز الأمنية والهيئات الرسمية. وفي كل الحالات، حتى وإن لم ينجح الإرهابيون في ضرب مواقع حساسة في قلب العاصمة، فإن الوصول إلى داخل نسيجها الحضري يعتبر في حد ذاته انتصارا لهم، في ظل المراقبة الأمنية الصارمة للعاصمة منذ اعتداءات 11 أفريل .2007 وكانت مصالح الأمن قد رفعت من درجة التأهب والمراقبة على طول الشريط الساحلي، وأصبحت الحواجز الأمنية للجيش والدرك والشرطة بكاشفات المتفجرات منتشرة على مستوى نقاط ثابتة، محاذية للشواطئ والمرافىء المحروسة وغير المحروسة خلال الأيام الأخيرة، وحتى قبل دخول موسم الاصطياف. وتحولت معظم تلك الحواجز إلى نقاط مراقبة أمنية ثابتة. وتضاعف التشديد الأمني بشكل تدريجي إلى أن وصل إلى أعلى مستوى له خلال شهر رمضان، كما ضاعفت فرق حرس السواحل التابعة للقوات البحرية من مراقبتها، من خلال رصد تحركات القوارب والزوارق عند الدخول والخروج من الموانئ باختلافها، واستعمال كاشفات المواد المتفجرة دون لفت الانتباه.