العامل الرئيسي المشترك بين أبناء الزعماء الذين أسقطتهم الثورات، هو أنهم ناموا على حلم الرئاسة الوثير في قصور آبائهم، واستفاقوا على كابوس السجن المريع. والعامل المشترك الآخر هو أن جميعهم خالفوا المثل السائد، حيث اتضح بأن ''ابن الوز ليس عواما ويغرق في شبر ثورة''!. وثمة نقاط التقاء بين هؤلاء الأنجال، منها أن هؤلاء جميعا يقبعون في أحضان آبائهم على طريقة الكناغر في حمل صغارها، وبالتالي فهم يستمدون أهميتهم من خلال هذا ''الجراب'' الذي يسكنونه، ولو خرجوا عنه، ماتوا من الجوع السياسي، لأنهم غير قادرين على فطام أنفسهم. وعلاقتهم بالجماهير لا تكون إلا من خلال هذا ''الجراب''، ويحتاجون دائما إلى أيدي آبائهم لقطع الشارع السياسي. في كل الأحوال، فإن مشهد عائلة واحدة في قفص اتهام أو في زنزانة، مؤثر إنسانيا، ولكن مشكلة أبناء الزعماء المخلوعين أنهم لا يتركون بينهم وبين الشعب أي مودة، أو حتى ذكرى حسنة يمكن أن يذكرها لهم الناس في يوم الشدة. بل إن أول من يتخلى عن هؤلاء الأبناء هم المقرّبون، بمن فيهم الحرس الشخصي، وكأنهم كانوا ينتظرون هذه الفرصة بفارغ الصبر ليزيحوا عن أكتافهم هؤلاء الأطفال الدلوعين المدللين.