تواصلت، أمس، في العاصمة القطرية الدوحة لقاءات المعارضة السورية بمشاركة ممثلين عن الجماعات المسلحة، في محاولة متجددة لتشكيل هيئة جديدة موحدة، فيما أرجأ المجلس الوطني السوري مشاركته إلى حين اجتماع رئيسه الجديد، جورج صبرا مع القيادات الجديدة للفصل في صيغة المشاركة. كانت شخصيات معارضة أعابت على المجلس تأخير مشاركته في الاجتماع، في إشارة إلى الإصرار على إبقاء المجلس الممثل الوحيد للمعارضة، حيث اعتبر المعارض هيثم المالح أن المجلس ''يسعى للحفاظ بالقيادة بغض النظر عن المصلحة العامة للشعب السوري''. وتأتي هذه الانتقادات من شخصيات معارضة بارزة بالموازاة مع استمرار الخلاف داخل المجلس الوطني، إذ عبّرت شخصيات من داخل المجلس عن سخطها إثر استبعاد النساء من المناصب القيادية، فقد أشار المعارض أديب شيشكلي إلى أن التيار الإسلامي يواصل إحكام سيطرته على الأمانة العامة للمجلس، مع العلم أن من بين 41 عضوا، عشرة على الأقل منتمون لإخوان سوريا. الجدير بالذكر أن لقاء المعارضة الذي انطلق أمس اقترح 15 مقعدا على المجلس الوطني السوري من بين 50 مقعدا لعضوية الهيئة المعارضة المزمع تشكيلها لتوحيد صفوف المعارضة السورية بمختلف تياراتها، تمهيدا للإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة، فيما اعتبر المعارض رياض سيف أنه من حق المجلس أن يعيد حساباته قبل الانضمام للهيئة المعارضة الجديدة، فيما أعلنت هيئة التنسيق الممثلة لمعارضة الداخل رفضها المشاركة في اجتماع الدوحة. في المقابل، أعلن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السورية، محمد رياض الشقفة، أن التنظيم الإخواني لا يعارض تشكيل الهيئة الجديدة تمهيدا للإعلان عن الحكومة الانتقالية. ميدانيا، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن سلسلة من ثلاثة تفجيرات استهدفت مقرات لجنود الجيش السوري النظامي بمدينة درعا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرين جنديا، من جهتها أفادت لجان التنسيق المحلية استمرار الاشتباكات بين عناصر الجيشين النظامي والحر المنشق في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، ما أسفر عن مقتل العشرات.