رغم أنهما حضرتا أول لقاء خاص بالمناقصة الدولية الرابعة، إلا أن الشركتين، البريطانية “بريتيش بيتروليوم”، والنرويجية “ستاتويل”، لا تزالان مترددتين في العودة إلى موقعهما الغازي بتيڤنتورين بعد مرور أكثر من سنة على الاعتداء الإرهابي على الموقع، وذلك رغم التدابير الأمنية المكثفة التي باشرت السلطات الجزائرية في وضعها منذ الاعتداء، والتي كللت بإنجاز مطار على مستوى الموقع. في الوقت الذي تسعى الحكومة الجزائرية جاهدة لإقناع الشركتين البريطانية والنرويجية بالعودة إلى موقعهما، كضمان لاستقطاب الأجانب لإخراج قطاع النفط من سباته والتكثيف من عمليات الاستكشاف وتعزيز الاحتياطات، لا تزال مديرية التشغيل بورڤلة، حسب ما أكدته مصادر من سوناطراك، تصعب من عملية منح تراخيص العمل للوافدين من الأجانب نحو حاسي مسعود. من جهة أخرى، أوضحت المصادر ذاتها بأن بريتيش بيتروليوم وستاتويل تدفعان بالسلطات الجزائرية بطريقة غير مباشرة، من خلال التأخر في العودة، للتخلي عن مزايا أخرى لصالحها في إطار العقد الموقع، رغم أن هذا الأخير لا يفتح الباب لمساومة هؤلاء، خاصة وأن سوناطراك تقوم حاليا بضمان الإنتاج على مستوى المصنع الذي ينتظر تشغيل وحدته الثالثة ليستدرك الخسائر الهامة التي انجرت عن تراجع إنتاجه إلى حوالي 16 مليون متر مكعب يوميا، بعد أن كان يصل إلى ما حجمه 30 مليون متر مكعب يوميا. وحسب المصادر نفسها، فإن الورقة التي تحاول الشركات الأجنبية استغلالها لفرض شروط جديدة في العقد، هي تلك المتعلقة بمنح التأمين، حيث لم تفصح بريتيش بيتروليوم وستاتويل، إلى غاية الآن عن مدى تأثرها أو نسبة ارتفاعها بعد الاعتداء على تيڤنتورين. في السياق نفسه، أكدت المصادر ذاتها أن اعتداء تيڤنتورين تسبب في ارتفاع معدل منحة الخطورة التي تمنحها الشركات الأجنبية لعمالها في المواقع النفطية الجزائرية، خاصة بعد أن لقي عدد منهم حتفه عند الاعتداء على الموقع الغازي بعين أمناس. وحسب المصادر نفسها، فإن آخر اختبار ستتأكد فيه سوناطراك من نية الشركتين البريطانية والنرويجية في العودة، يتمثل في مشاركة هذه الأخيرة أو امتناعها عن ذلك، لتقديم عروض تخص استغلال حقول جديدة في إطار المناقصة الدولية الرابعة المعلن عنها من طرف وكالة “ألنافط”. على صعيد آخر، أكدت المصادر ذاتها بأن مديرية التشغيل لولاية ورڤلة لازالت تصعب من عملية منح تراخيص العمل الخاصة بالأجانب التابعين لشركة بريتيش بيتروليوم وستاتويل، والراغبين في العودة لحاسي مسعود.