قلّة الاهتمام بالأنشطة الثقافية دفع نسيمة العمراني إلى تأسيس جمعية تعنى بكل ما هو ثقافي، سواء تعلق الأمر بالشعر أوالمسرح أوكتابة القصة أوالغناء. وعلى الرغم من حداثتها إذ تم تأسيسها في 2014، إلا أنها تمكنت في وقت قصير من خلق دينامكية ثقافية كشفت عن تعطش المجتمع للتنفيس عما يدور في خاطره بما في ذلك الأطفال الذين وجدوا في المسرح فضاء رحبا لإظهار مواهبهم... وحول اهتمامات الجمعية ومشاريعها وأهم الصعوبات التي تواجهها، تحدثت «المساء» إلى رئيسة جمعية «قوس قزح» في هذه الأسطر... @ "المساء": بداية، ما سر اهتمام نسيمة العمراني بالأنشطة الثقافية؟ نسيمة العمراني: في الواقع، نسيمة العمراني جامعية تخصص قانون الأعمال، ظهر ميولها إلى كل ما هو نشاط ثقافي بعد وقوفها على حالة الركود الثقافية خاصة في عالم الأطفال، وهي الشريحة التي تعيش فراغا ثقافيا، ما جعلني أبادر بتأسيس جمعية تهتم بكل الأنشطة الثقافية الموجهة للكبار والصغار على حد سواء. @ إلى ماذا ترجعين حالة الركود التي يعرفها المجتمع في النشاط الثقافي ❊ في اعتقادي، إن ما مرت به الجزائر، وتحديدا خلال العشرية السوداء كان له أثر سلبي على كل ما له علاقة بالأنشطة الثقافية، وعلى الرغم من محاولة النهوض من جديد بمختلف الأنشطة، وتحديدا المسرح إلا أن اهتمام الحركة الجمعوية ضعيف، بدليل أننا على مستوى العاصمة طبعا لا نسمع عن جمعيات جديدة أسست للاهتمام بهذا النوع من الأنشطة رغم أهميتها في تربية وتثقيف الأطفال تحديدا. @ تتحدثين كثيرا عن أهمية الأنشطة الثقافية للأطفال لماذا؟ ❊ تبين لي من خلال مختلف الأنشطة التي قمت بها أن شغف الأطفال الكبير إلى ممارسة الغناء وكتابة الشعر والتمثيل على خشبة المسرح، كما لاحظت أيضا أنهم يتفاعلون كثيرا عند مشاهدة المسرحيات ويطلبون دائما المزيد، كل ذلك جعلني أبادر إلى تعليم وتكوين الأطفال بالمسرح عن طريق الاعتماد على مختصين في المجال.. وقد تمكنت الجمعية من التأسيس لفريق مسرحي شاب يجتهد لتقديم الأفضل. @ حدثينا عن الصعوبات التي واجهتكم كجمعية ناشطة في هذا المجال؟ ❊ ككل جمعية حديثة النشأة، واجهتني العديد من العراقيل ويعتبر المقر أولها، فنجاح النشاط الجمعوي يتطلب أن يعيش الناشطون حالة مستقرة، وغياب المقر كان ولا يزال يعرقل النشاطات الكثيرة هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، أجد صعوبة في التعامل مع بعض الجمعيات التي ترفض التعاون لإنجاح بعض النشاطات، وباعتقادي لو أن الجمعيات على اختلاف نشاطاتها تتوحد وتقدم عملا مشتركا لتمكنا من تحقيق الكثير من الانجازات لفائدة المجتمع، وشخصيا افتح ذراعي لأتعامل مع أي جمعية راغبة في العمل. @ ما هي الأهداف التي تعملون على تحقيقها؟ ❊ من جملة الأهداف التي تتطلع الجمعية إلى تحقيقها رغم قلة الإمكانيات، السعي إلى تنظيم معارض خاصة بالكتاب والعمل على تنظيم رحلات الى المتاحف والمعالم التاريخية والمساهمة في محو الأمية بالمشاركة في النشاطات الجوارية، إلى جانب التكثيف من الأنشطة المتعلقة بالمسرح لإعطاء فرصة للأطفال للمشاركة في مثل هذه التظاهرات ولم لا الكشف عن المواهب. @ هل من مشاريع في المستقبل القريب؟ ❊ في الحقيقية لدى الجمعية العديد من المشاريع الحاضرة، غير أنها مجمدة للأسف الشديد بسبب غياب الدعم المادي.. نحن كجمعية ننشط منذ التأسيس بإمكانيات أعضائها المحدودة، ونتمنى أن تقدم لنا الجهات الوصية بعض الدعم لنتمكن من تقديم الأفضل، فمثلا من بين المشاريع المعطلة والتي تنتظر القليل من المساعدة، المشروع المتعلق بتطوير مسرح الطفل، فبعد أن تمكنت من التأسيس لفرقة مسرحية صغيرة، أتطلع إلى التعمق في هذا المجال وتعليم عدد أكبر من الأطفال، وأيضا مشروع الإعداد لأقسام خضراء، بمعنى تمكين الأطفال من تلقي الدروس في أحضان الطبيعة ومشروع رعاية بعض المسابقات الفكرية والثقافية حول القصة والشعر والرسم. @ بعيدا عن الأنشطة الثقافية، هل لدى الجمعية اهتمامات أخرى؟ ❊ أكيد، جمعيتنا تركز على التوعية والتحسيس في مجالات أخرى بعيدة عن الثقافة، حيث نبادر بزيارة المرضى بالمستشفيات ونقوم بتنظيم بعض الحملات ضد مختلف أنواع العنف.. وحول هذا الموضوع، أشرفنا مؤخرا بالتنسيق مع جمعية سندس التابعة لولاية البليدة على تنظيم يوم تحسيسي حول العنف ضد المرأة. @ هل من كلمة أخيرة؟ ❊ أتمنى كجمعية الحصول على بعض الدعم لتحقيق كل المشاريع التي تستهدف إنعاش الحياة الثقافية.