تحظى عملية التبرع بالدم في وسطنا الاجتماعي بإقبال كبير، هذا ما أكده رضوان إقرقزدوان، طبيب عام، مستدلا بالإحصائيات المسجلة على مستوى بنوك الدم في المستشفيات وحملات جمع الدم التي تؤكد ارتفاعها بنسبة معتبرة، موضحا أن ذلك يدل على وعي المجتمع بأهمية التبرع بالدم للمرضى الذين هم بحاجة ماسة إلى قطرة دم من شأنها أن تنقذ حياتهم من الموت. أشار الطبيب في حديثه ل"المساء"، إلى أن نسبة كبيرة من المواطنين، خاصة الشباب، لهم ثقافة التبرع بالدم، لكن تبقى فئة أخرى تتجاهل قيمة هذه العملية، بسبب بعض المخاوف التي تنتاب بعضهم، مما جعل هذه الثقافة محصورة بين الضرورة والحاجة إليها، فلابد من محاربة العديد من المفاهيم الخاطئة المتداولة. ووسط هذه الظروف التي حدت من ثقافة التبرع بالدم في وسطنا الاجتماعي، أكد المتحدث أن العديد من الفاعلين في القطاع الصحي وكذا بعض الجمعيات، يعملون على تكثيف حملات التوعية والتحسيس من أجل التقرب من المواطنين وحثهم على التبرع دون مخاوف، حتى يساهموا في إنقاذ حياة شخص معين. ولترسيخ هذه الثقافة عند المواطن، يقول رضوان؛ لابد من طمأنة الفرد من طرف المختصين في الجانب الطبي والديني، من أجل تشجيع المواطنين على الإقبال على هذه العملية الإنسانية بالدرجة الأولى، لأنه لا يوجد أحد في منأى عن احتياج كمية من الدم في يوم من الأيام. وفي ظل عزوف بعض المواطنين على عملية التبرع بسبب سيطرة تلك التخوفات على ذهنيتهم، يقول الطبيب العام؛ إن عملية التبرع تتم بوسائل معقمة وأحادية الاستعمال ويتم التخلص منها عن طريق الحرق، بالإضافة إلى ذلك، يجب على المواطن أن يطمئن، فعملية التبرع تتم بطرق سليمة ولا مجال للتخوفات، وفوائدها عديدة على صحة الفرد، إلى جانب الأجر الكبير الذي يجده المتبرع عند الله، كما أنها فرصة لتحليل الدم مجانيا، ففي حال تشخيص أي مرض، يتم استدعاء المتبرع لإعلامه بالمرض الذي يعاني منه، مثل الزهري، السيدا، الإلتهاب الكبدي الفيروسي، إضافة إلى أن عملية التبرع بالدم تعمل على تنشيط الدورة الدموية، كما يحظى المتبرع بالأولوية في الحصول على الدم في حال حاجته إليه، أما بخصوص مصير الدم المتبرع به، يضيف المختص، فيحتفظ به في بنك الدم التابع للمستشفيات، وهو لفائدة المرضى الذين هم بحاجة ماسة إلى هذه القطرة الحيوية... لذا، يدعو الطبيب إلى ضرورة تحسيس المجتمع المدني بأهمية التبرع بالدم الذي من شأنه منح الحياة للمرضى وعدم جعله مرتبطا بالأهل والأقارب فقط من أجل الحصول على قطرة دم، كما أنه لابد أن لا يكون مناسباتيا أو محددا بموعد، بناء على طلب من مراكز حقن الدم، أو عبر الحملات الوطنية المنظمة في هذا الاتجاه، لكن لابد من التحلي بالوعي الثقافي الذي من شأنه أن يشجع على التبرع المستمر من حين إلى آخر.