تعيش بلدية الكرمة هذه الأيام عزلة تامة عن العالم الخارجي في مجال الهاتف الثابت والانترنت والفاكس، وذلك جراء تعرض غرفها الهاتفية لسرقة كوابلها، الامر الذي جعل العديد من المتعاملين الاقتصاديين محرومين من الاتصال بالعالم الخارجي بصفة كلية، وهو ما جعل هؤلاء الصناعيين يعبرون عن سخطهم تجاه هذه الوضعية التي يعيشونها منذ أزيد من أسبوعين كما جاء في نص الرسالة الموجهة لوزير القطاع. ظاهرة سرقة الكوابل الهاتفية والكهربائية ليست وليدة الأمس وما فتئت تتكاثر وتزداد يوما بعد يوم، حيث يسجل أعوان مؤسستي اتصالات الجزائر، وكذا سونلغاز العديد من هذه السرقات والتجاوزات التي أصبحت وكأنها أمر عادي، ويكفي التذكير بالحصيلة الرسمية التي أوردتها مصالح اتصالات الجزائر في هذا المجال التي تؤكد تعرضها ل 51 عملية تخريب وسرقة خلال الثلاثي الأول من هذه السنة، وهو ما كلف خزينة المؤسسة 1.3 مليار سنتيم، الأمر الذي اعتبره مدير القطاع بمثابة المشكل المرهق الذي تصعب معالجته رغم الشكاوى الكثيرة المقدمة والمسجلة على مستوى مصالح الدرك والأمن الوطنيين، لأن الأمر يتعلق بالسرقة وانعدام توفر الخدمة الذي يسجل هو الآخر نقصا في المدخول للمؤسسة. أما عن هذه السرقات المتكررة فإنها مسجلة على مستوى كافة البلديات المجاورة والأحياء الحضرية الاخرى، ويكفي التذكير ب 16 حالة سرقة تمت خلال شهر أوت بما يفوق 300 مليون سنتيم على مستوى عين البيضاء وأرزيو وحاسي بن عقبة والسانيا وسيدي الشحمي وحاسمي عامر وحاسي بونيف.. أما بالنسبة للمصالح المختصة والمحققين فإن القضية تتعلق بشبكات مختصة تشتغل في هذا الميدان الذي يذر عليها أموالا طائلة وسريعة، حيث أن هذه الكوابل التي يتم تعويضها نهارا تسرق ليلا لتستمر لعبة القط والفأر. ومن أهم الإجراءات التي اتخذتها إدارة اتصالات الجزائر استبدال الهاتف الثابت بالهاتف اللاسلكي الثابت حتى يتمكن المواطن من الحصول على الخدمة العمومية.