واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلية اعتداءاتها الهمجية ضد الشعب الفلسطيني مخلفة سقوط المزيد من الشهداء تزامنا مع انطلاق أولى جولات مفاوضات السلام التي أطلقها مؤتمر أنابوليس قصد التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي·واستشهد أمس أربعة فلسطينيين من نشطاء المقاومة الفلسطينية ينتمون إلى حركة الجهاد الاسلامي إثر إجتياح عسكري نفذته آلة الدمار الاسرائيلية بقطاع غزة· وأصيب ستة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة جراء غارة جوية نفذتها الطائرات الحربية الاسرائيلية لحظات فقط بعد اجتياحها لمناطق واسعة في رفح وخان يونس بالقطاع، ليصل بذلك عدد الفلسطينيين الذين أصيبوا بنيران قوات الاحتلال صبيحة أمس الى 13 جريحا·وتعد هذه العملية العسكرية التي شاركت فيه عشرات الآليات العسكرية والدبابات الأوسع من نوعها منذ شهور في قطاع غزة الخاضع أمنيا لسيطرة حركة المقاومة الاسلامية حماس منذ منتصف جوان الماضي· وكانت قوات الاحتلال توعدت مرات عدة بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة للقضاء على عناصر المقاومة ووقف اطلاق الصواريخ ضد المستوطنات الاسرائيلية· وضمن سياسة تشديد الخناق على حركة حماس، أعلنت قطاع غزة كيانا معاديا لاسرائيل وقامت بفرض عدة إجراءات تسعفية في حق سكان القطاع بدءا من منع ادخال المواد الغذائية والأدوية وصولا الى قطع إمدادات الطاقة والوقود عن القطاع الذي يشهد أزمة خانقة قد تفضي الى كارثة حقيقية·وأمام استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، استنكرت السلطة الفلسطينية التوغل الاسرائيلي في قطاع غزة وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني ان هذا الاجتياح يعزز الشكوك حول نية اسرائيل في إنجاح مفاوضات السلام التي تنطلق اليوم·من جهتها دعت حركة حماس الى مقاطعة هذه المفاوضات وطالبت المفاوضين الفلسطينيين بعدم الذهاب الى محادثات اليوم مع الجانب الاسرائيلي· وكان الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي توصلا إلى إتفاق على ضوء نتائج مؤتمر أنابوليس للسلام الذي عقد في ال 27 نوفمبر الماضي بالولاياتالمتحدة ثم على أساسه استئناف مفاوضات السلام بعد أزيد من سبع سنوات من الجمود·وتسعى الولاياتالمتحدة إلى لعب دور الوسيط الفعال في هذه المفاوضات لاسيما في ظل الإلتزام الذي تعهد به الرئيس الأمريكي جورج بوش بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل إنتهاء عهدته خريف العام القادم· وفي هذا السياق؛ أكد المسؤولون الأمريكيون أمس ان واشنطن ستواصل لعب هذا الدور وعلى نطاق واسع بهدف ضمان تتويج ندوة أنابوليس بنتائج ملموسة·وقال توماس غولبرغير مدير مكتب كتابة الدولة للشؤون الاسرائيلية والفلسطينية أنه يمكن التوقع ان تواصل واشنطن لعب دور ديبلوماسي هام للدفع بمسار السلام في منطقة الشرق الأوسط نحو الأمام· وأضاف أن المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين سيتطرقون أولا الى أهم المسائل التي يدور حولها الصراع والمتمثلة أساسا في رسم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين والضمانات المتعلقة بأمن السكان من جهة والحدود من جهة أخرى، إضافة الى التوزيع العادل للموارد المائية والوضع القانوني للمستوطنات والوضع النهائي للقدس· وفي هذا السياق أعلنت كتابة الدولة الأمريكية عن إرسال مسؤولين سامين إلى منطقة الشرق الأوسط لمساعدة الطرفين على مواصلة هذه المفاوضات· وكان أحمد قريع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أعلن عن تشكيل تسع لجان تضم عددا من الخبراء عن كل طرف تتولى مهمة التفاوض حول مسائل الوضع النهائي·