ألهبت كرة القدم الجزائرية قلوب النساء .. العجائز ... والمراهقات وأصبحت الشريحة النسوية تولي اهتماما منقطع النظير بكل ما يطرأ على الفريق الوطني من تطورات بل باتت الأخبار الرياضية أهم حدث يستهوي القارئات كيف لا والأمر يتعلق بأشبال الفريق الوطني الذين أعادوا الفرحة الى قلوب عشاق وعاشقات الكرة المستديرة وجعلوا الألوان الوطنية ترفرف في كل مكان. خرجت"المساء" في جولة استطلاعية لجس نبض الشارع الجزائري حول كيفية الاستعداد لمتابعة الموعد المصيري الذي سيجمع بين الافناك والفراعنة والذي على أساسه يحدد أي الفريقين يتأهل لكأس العالم، حيث خص الاستطلاع الشريحة النسوية فرصدنا لكم هذه الآراء: النسوة تستعد للموعد الحاسم ونحن نتجول بالابيار استوقفنا منظر الباعة الذين أبدعوا في عرض الألبسة والأعلام والقبعات والأشرطة الغنائية الرياضية وغيرها من الأشكال والألبسة المختلفة التي جمعتها ألوان الأعلام الوطنية، حيث حدثنا عبد الرحمان بائع بالابيار قائلا "أبيع يوميا وبكميات كبيرة الأعلام الوطنية بأحجام مختلفة إلى جانب الألبسة الرياضية الموجهة للأطفال والقبعات، ويقصدني الشباب والشابات وحتى السيدات والعجائز الراغبات في الشراء لأطفالهن أوأحفادهن حتى يكون على أتم الاستعداد للاحتفال يوم النصر إن شاء الله، وقد ذهلت للاهتمام الكبير من النساء بكل ما يتعلق بالفريق الوطني حيث تسألنا بعض النسوة عن الجديد فيما يخص أخبار الاعبين". تركنا عبد الرحمان والحماس يملؤه حيث استوقفنا منظر كل من "صبرينة باداش" و"صبرينة واعيل" و"فلة قدوار" مراهقات يلبسن اللون الاخضر ويحملن في ايديهن شريط رسم عليه العلم الوطني، وبمجرد أن وجهنا إليهن السؤال حول ما إذا كن من متتبعات أخبار الفريق الوطني أجبننا بلهفة وحماس كبيرين بعبارة "مهبولة ما نتبعوش أخبار من أبهجوا المجتمع الجزائري"، وواصلت صبرينة باداش قائلة "بعد سلسلة الانتصارات المتتالية لأشبال الفريق الوطني، أصبحت أولي أهمية كبيرة لأخبار الفريق حيث اشتري الجريدة يوميا، وأطالع المستجدات وأعلمكم أني تابعت كل المباريات باهتمام كبير وخرجت في كل مرة للشارع تعبيرا عن الفرحة بالنصر رفقة والدتي"، وعن موعد الافناك بالفراعنة تعلق "أعددت لذلك اليوم لباسا خاصا يجمع بين الاخضر والأحمر والأبيض والذي سألبسه بإذن الله يوم النصر الكبير أتمنى فقط أن لا ينقطع التيار الكهربائي". الهروب من المتابعة بالنوم حماسة وولع وهوس بعض النسوة بالفريق الوطني دفعهن إلى التمني لو أن الفرصة تتاح لهن لمتابعة مجريات المقابلة على أرض الملعب لان التوتر والقلق الذي يشعرن به ذلك اليوم لا يتحمله البيت الذي من المؤكد انه سيكون مشحونا منذ بداية المقابلة إلى غاية إطلاق صفارة النهاية وان المكان الأفضل لإفراغ شحنة القلق هو الملعب حيث يمكنك فيه الصراخ والتهليل. بينما قررت بعض المهووسات بمتابعة أخبار الفريق الوطني وخوفا من التعرض إلى نكسة صحية من جراء ما عاشته في المقابلات السابقة، اللجوء لشراء بعض الأقراص المنومة حتى ينمن قبل انطلاق المباراة، وهو ما أكدته الآنسة سميرة "ب" طالبة جامعية في الطب حيث قالت "أحرقت كل أعصابي في المقابلات السابقة وعشت لحظات حرجة لا سيما في آخر مباراة لعب فيها الفريق الوطني ضد نظيره الروندي، حيث حرمنا من هدف محقق ذلك اليوم كدت أكسر جهاز التلفاز بسبب الغضب لذا قررت هذه المرة أن أهرب من المتابعة بالنوم الحتمي وان كان لدي أمل كبير بالنصر حيث أتوقع بان نفوز بهدفين مقابل لاشيء". بينما أصرت نوال بودرواية على متابعة المقابلة على جهاز الراديو كونها تعمل إلى وقت متأخر بالمحل، وحول متابعتها للأخبار الرياضية أكدت لنا بان التأهل لكأس العالم ليس بالأمر الهين، كما أن أشبال سعدان لديهم من القدرة والكفاءة ما يجعلنا نثق في قدرتهم على تحقيق الفوز بإذن الله، وتضيف "حقيقة أستطيع القول أن الفريق الوطني أثلج صدورنا بما حققه وأعاد للكرة الجزائرية مكانتها وجعلنا نطالع الأخبار الرياضية ونتمنى الشفاء لكل لاعب مصاب". مقاطعة المسلسلات المصرية حبا في الفريق الوطني في الوقت الذي قررت فيه بعض النسوة عدم متابعة مجريات المقابلة الحاسمة ضد الفريق المصري بسبب القلق والخوف وووو... عزمت أخريات من اللواتي لم يتابعن باهتمام كبير المقابلات السابقة على التفرغ كليا من أجل متابعة تسعين دقيقة من المباراة، كيف لا والأمر يتعلق بالخطوة الحاسمة التي تحدد المتأهل لكأس العالم الذي غابت عنه الجزائر منذ 1986، فيما لجأت أخريات إلى مقاطعة المسلسلات المصرية حبا في الفريق الوطني وبسبب الشائعات التي يتم تناقلها يوميا في مختلف القنوات والتي تحبط من عزيمة الفريق، وهو ما حدثتنا حوله الآنسة أم كلثوم (جامعية، قسم فيزياء) إذ قالت بصريح العبارة "أنا على أتم الاستعداد للرقص والغناء والزغردة يوم ننتصر على الفراعنة بثلاثة أهداف إن شاء الله ومن اجل الفريق الوطني كرهت المسلسلات المصرية". وعلى العموم لم يتوقف الهوس بالفريق الوطني عند المراهقات والشابات وإنما انتقل حتى إلى شريحة العجائز، حيث التقينا بالحاجة ثلجة ذات 55 سنة والتي تتضرع يوميا لله بأن يكون النصر للفريق الوطني حيث قالت أسأل أولادي يوميا عن اليوم الذي تلعب فيه الجزائر مع مصر ذلك اليوم الذي سأنهي فيه كل أعمالي وأتفرغ كليا من أجل المشاهدة فقط وسيكون النصر حليفنا بإذن الله".