باشر المدير الجديد للمستشفى الجامعي عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، البروفيسور حسين بلقادري، المعين منذ حوالي أسبوعين خلفا للدكتور زرمان، جملة من الإجراءات التنظيمية التي من شأنها القضاء على الفوضى التي كانت تشهدها أكبر مؤسسة استشفائية بشرق البلاد، وقد أثارت هذه الإجراءات حفيظة بعض العمال والأطباء بالمؤسسة. ومن بين التدابير التي اتخذها البروفيسور بلقادري الذي كان يشغل منصب رئيس مصلحة أمراض الحنجرة والأنف بنفس المؤسسة، منع السيارات من الولوج الى داخل المستشفى ولم يستثن القرار سيارات عمال المستشفى ولا سيارات الأطباء، في حين لم يخص القرار سيارات رؤساء المصالح برتبة بروفيسور، وهو الأمر الذي اثار حفيظة العمال والأطباء. وقد خصص مدير المستشفى الكراسي المتحركة لنقل المرضى من بوابة المستشفى الى غاية المصلحة المراد الوصول إليها، كما سخر 5 سيارات اسعاف جديدة لنفس الغرض، قصد تنظيم دخول المرضى بعد ان شمل قرار المنع ايضا دخول سيارات الخواص التي تحمل المرضى عادة الى المصالح المختلفة بالمستشفى قصد العلاج. وأكد المدير الجديد للمستشفى، الناشط في الحركة الجمعوية ورئيس جمعية صرخة قسنطينة، ل''المساء''، أن هذه الإجراءات جاءت للحد من الفوضى التي يشهدها المستشفى والتي أثرت على راحة المرضى المقيمين بمختلف المصالح. مضيفا ان مهمته الوحيدة هي ضمان العلاج للمرضى في وسط ملائم، وأن قراره جاء بعد تخصيص حظيرة لركن سيارات العمال والأطباء بالجهة العلوية خارج المستشفى. كما علمت ''المساء'' من مصادر مطلعة، أن الأطباء العاملين بمختلف المصالح بالمستشفى الجامعي ابن باديس، قد هددوا مدير المستشفى بالتصعيد في حال عدم التراجع عن قرار منع ادخال سياراتهم الى المستشفى والدخول في حركة احتجاجية من خلال إضراب قرروا أن يكون يوم الإثنين. ومن جهة أخرى، ينتظر ان يتدعم قطاع الصحة بقسنطينة بمستشفى جامعي جديد، من شأنه تخفيف الضغط على المستشفى الجامعي ابن باديس الذي يضم 32 مصلحة يؤطرها حوالي 3400 موظف منهم 1648 شبه طبي، 1397 مستخدما بالإدارة، 283 مختصا جامعيا، إذ أصبح هذا الهيكل الصحي الذي يعود بناؤه إلى سنة 1865 لا يغطي الطلب الحالي، خاصة في ظل توافد اعداد هائلة من المرضى عليه من كافة انحاء الشرق الجزائري. مستشفى ابن باديس الذي يتسع ل 1459 سريرا، سيشهد لا محالة انفراجا قريبا بعد انجاز المستشفى الجامعي الجديد الذي سيكون بطاقة استيعاب تقارب ال 600 سرير، حيث تم اختيار الارضية بالمدينة الجديدة علي منجلي على مساحة 14 هكتارا بعدما تم تسجيل المشروع على مستوى الولاية ومروره على لجنة الصفقات الوطنية بالعاصمة. للإشارة، فإن ولاية قسنطينة تضم 91 وحدة صحية و6 عيادات متعددة الخدمات، إضافة الى مركز استشفائي جامعي بطاقة استيعاب تعادل 2609 أسرة استشفائية في كل التخصصات بمقدار 812 سريرا لكل 1098 ساكنا اي ما يعادل 3,3 سريرا لكل 1000 ساكن.