10 بالمائة من عائدات تهريب المخدرات في دول الساحل تعود للإرهابيين كشف المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات السيد عبد المالك السايح، أمس، أن هناك ارتباطا وثيقا بين شبكات المخدرات والجماعات الإرهابية، وأن البارونات الكولومبية والفنزويلية ترسل أطنانا من المخدرات إلى الصحراء المالية والموريتانية والتي تحظى بحماية من التنظيم المسمى بالقاعدة في المغرب الإسلامي مقابل اقتطاع 10 بالمائة من عائداتها. وأكد السيد السايح أثناء مداخلته في ندوة حول المخدرات وآثارها الاقتصادية والاجتماعية أمس بمقر مجلس الأمة، أن تكلفة تمرير المخدرات عبر الجزائر أقل بكثير من الدول الأخرى وأن نقص رادارات الرصد والمراقبة في الحدود الدولية بالمغرب العربي، ساهم بشكل كبير في ترويج المخدرات بكل أنواعها، حيث تتلقى الجماعات الإرهابية نسبة 10 بالمائة عن كل صفقة والتي تقدر قيمتها بأكثر من مليون و4 آلاف أورو عن كل عملية مقابل حمايتها. وأشار إلى أن تهريب المخدرات يعرف أبعادا خطيرة ستكون نتائجها وخيمة بالنسبة للجزائر بحكم عدة عوامل، منها أن الجزائر تعد نقطة عبور في إفريقيا لتهريب الكوكايين نحو أوروبا ودول الساحل عبر الطائرات المجهزة بنظام حديث لتحديد المواقع تحط في الصحراء الموريتانية والمالية، بالإضافة إلى أن أوروبا أغلقت المنافذ التي تلج منها المخدرات إليها وأحكمت السيطرة على حدودها، مما جعل بارونات المغرب يلجأون شيئا فشيئا إلى الاتجار بالكوكايين وتحويله من الساحل نحو أوروبا مباشرة عبر التراب الجزائري. وأضاف المتحدث في هذا الصدد أنه يتم تسويق القنب المغربي إلى الجزائر بحكم أن الأبواب الأوروبية موصدة أمامهم والأكثر من ذلك فإن الجزائر تواجه خطر التحول من الاستهلاك إلى خطر الإنتاج. وقال السايح إن ثمن الطن الواحد من الكوكايين يتراوح بين 12 ألف و14 ألف دولار على الحدود الجزائرية المالية حاليا وهو مؤشر مخيف، حيث ينبئ بأوضاع أكثر خطورة، إذ يمكن أن يصبح سعر السيجارة المحشوة بالمخدرات أقل من السيجارة العادية، مضيفا أن المدير التنفيذي لمكتب قمع المخدرات والحرية في العالم أقر بأن الجزائر تعد نقطة عبور لتهريب المخدرات، مما يستدعي تعاونا دوليا لمكافحة الشبكات المتعددة الجنسيات الموجود في أفريقيا. وفي هذا الصدد، حذر المتحدث من ارتفاع عدد مستهلكي المخدرات ببلادنا، حيث أحصت الجزائر أكثر من 500 ألف شخص مستهلك، 80 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة، فيما تم حجز 5,26 طنا من القنب الهندي و5,2 طن من الكوكايين، كما تم حجز 5,3 أطنان من الهيروين خلال العشرة أشهر الأولى من .2010 وأوضح السيد سايح أن التحقيق الوطني الوبائي الأخير حول المخدرات بالجزائر أثبت أن ما بين 000,250 و000,300 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة يتعاطون المخدرات. وأضاف السيد السايح أن نسبة الاستهلاك في المحيط الشباني بلغت 5 بالمائة لدى الفتيات و95 بالمائة لدى الذكور وأن الظاهرة التي تفشت بالمدن وبالأرياف أصبحت تمس حتى مناطق الجنوب. ولدى تطرقه إلى مختلف الفئات الشبانية المستهلكة للمخدرات أعرب عن أسفه لتفشي الظاهرة حتى بالأحياء الجامعية، مبرزا أن الديوان يحضر لمشروع تحقيق حول الظاهرة في الوسط الجامعي والمدرسي. ودعا المسؤول إلى ضرورة تدعيم العمليات التحسيسية تجاه الشباب حول خطورة المخدرات وآثارها السلبية على حياة الإنسان بإشراك كل الفاعلين المعنيين بالمكافحة والوقاية والعلاج.