إيمانا بقضاء الله وقدره فقدتك أسرتك كما فقدتك أسرتك المهنية في عز الشباب وفي أوج العطاء بمفاهيمه المهنية والانسانية. ورغم أنني لست أكثر المؤهلين للحديث عن يومياتك خارج المحيط المهني بحكم أنني أقل المحتكين بك خارج قاعة التحرير، فإنني أسمح لنفسي أن أقول أنني أكثر التصاقا بك مهنيا أقرأ مقالاتك ومنها أقرأ أفكارك فيسهل علي فهم مقاصدك وقراءة ما بين سطورك.
لقد كان هدوؤك ينعكس فيما تكتب رصانة وبساطة أسلوب وتركيزا.. أنت الذي كنت تتعامل مع المقال بالكلمات عندما يتعلق الأمر بالمساحة التي يطلب منك ملؤها فتلخص المقال دون الاضرار بالأفكار وتتوسع فيه دون ملل، كان أسلوبك يتسع لأفكارك اختصارا أو إسهابا، باختصار كنت تخضع موضوعك ولا تخضع له. كنت أيها الفقيد العزيز تحب مهنتك وكنت استدل من أسلوبك أنها تحبك أيضا لأنني أجدها مطواعة لقلمك. فوق هذا وذاك كنت تكتب بصدق وبمسؤولية كبيرة، أسأل الله تعالى أن يجعل لك في كل حرف كتبته حسنة ويحط به عنك سيئة، وأن يرفعك بكل مقال حمل توقيعك درجة في جنة الخلد، كما أرجوه أن يزيد في ميزان حسناتك بقدر القراء الذين قرأوا لك والذين يقرأون لك، وليس ذلك على الله بعزيز. فطيب الله ثراك أيها العلي وألهم الله ذويك وألهمنا معهم جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون